TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :شاكير والجبوري.. أيتام صدام والقذافـي

في الحدث :شاكير والجبوري.. أيتام صدام والقذافـي

نشر في: 27 سبتمبر, 2011: 07:27 م

 حازم مبيضين بعد انقطاع جميل ومريح, ظهر ساحر القذافي ومستشاره الروحي يوسف شاكير, أو شاخير كما يسميه الليبيون, على شاشة قناة الرأي البعثية الصدامية, لصاحبها مشعان الجبوري, المعروف عند العراقيين, وكان الأمل أن يتم اعتقال الساحر لتكتحل عيون الليبيين برؤيته مقبوضا عليه, ولعله عندها سيعيد تمثيلية النباح والزحف على أربع, التي أداها بنجاح في خيمة العقيد, عند عودته إلى ليبيا,
 بعد فشل كل محاولاته في حجز مقعد في صفوف معارضي العقيد, الذين اكتشفوا ضحالة أي فكرة يطرحها, وهو يلف رأسه الفارغ من كل مضمون بخرقة خضراء, مدعياً الانتماء إلى واحدة من الطرق الصوفية.شاكير هو الليبي الوحيد الذي يحمل ألقاباً أكثر من العقيد, الذي كان يمنع إشهار أسماء لاعبي كرة القدم, خشية منافسته له في الشهرة، ومنها ساحر القذافي, وصحّاف ليبيا, وبوسطجي سليمان الحكيم وأبو مسبحه, وهي ألقاب استخدمها الليبيون للتهكم والسخرية من البهلوان, الذي استحضر أرواحاً على شاشة فضائية جماهيرية العقيد, ليهتف معهم الله ليبيا معمر وبس, وليس بعيداً أن يخصص له الجبوري ساعة على فضائية الرأي, لترديد كل سخافاته الممجوجة, التي كان يؤذي فيها الليبيين على شاشة الجماهيرية, شريطة أن يقبض الثمن مقدماً, خصوصاً وأنه لم ينكر أن العقيد يدفع له ليذيع خطبه, بعد أن تحرر الفضاء الليبي من قبضته, فلم يجد من يقبضه بجد غير الجبوري, الذي يكرس فضائيته لخوض حروب دونكيشوتية وبلهاء في آن معاً. لم يحضر شاكير الارناؤوطي الأصل إلى قناة الجبوري خالي اليدين, فقد حمل معه تسجيلاً لعائشة, إبنة القذافي الهاربة من جنة والدها إلى جحيم الاغتراب, تندد فيه بالثوار, وتتبجح بأن والدها وإخوتها يواصلون حربهم ضد الشعب الليبي, ولست أظن أن وسيلة إعلام في الدنيا, كانت ستقبل باستضافة هذا المهرج, غير قناة الجبوري الذي سيظل مستعداً ليكون بوقاً لكل من يدفع أكثر, وهو المعروف بأنه تعهد حماية خطوط النفط في عراق ما بعد صدام حسين, قبل أن ينكشف بتزوير قوائم حراس غير موجودين أصلاً ليقبض أجورهم, وقبلها حين سرق أموال اللجنة الاولمبية التي كانت مملوكة بالكامل لولي نعمته عدي صدام حسين, وهو الذي استقبل في الموصل قائداً مخابراتياً أميركياً وتصور بفخر معه. من يتابع تاريخ الجبوري الذي نقل عدة مرات  بندقيته من كتف إلى آخر, ليدافع عن السيد بغض النظر عمن يكون, فانتقل من صدام إلى عدي إلى حسين كامل الذي يقال إنه سرق أمواله, إلى العقيد المهووس, وإلى ما لانعرف بعد من السادة, سيجد تشابهاً أو تطابقاً لذلك التاريخ مع مسيرة شاكير, الذي يسمي نفسه دكتوراً, رغم عدم حصوله على تلك المرتبة العلمية, والذي لم يجد العقيد المهووس أفضل من لسانه وتهريجه, لإقناع الليبيين بأن الثورة ما هي إلا لعبة أطفال، أو مخطط أجنبي ينفذه جرذان وكلاب, والذي غادر أميركا ﻫﺎﺭﺑﺎ من العدالة، بعد عدة معاملات مالية احتيالية, اختفى بعدها ولم يظهر إلا في ليبيا القذافي التي احتضنته, لانه من النمط المرضي لهلوسات العقيد حيث بات ساحره ومستشاره الروحي, وانتهى إعلامياً شهيراً يبشر بهزيمة الثوار، حتى حين دخولهم طرابلس منتصرين، تماما كما فعل الصحّاف، وزير إعلام صدام حسين. هنيئاً لقناة الجبوري بالسبق الاعلامي في استضافة المهرج شاكير,المتهم بالمشاركة في اختطاف المعارض منصور الكيخيا من القاهرة وتسليمه للقذافي, والذي قبل الظهور في برنامج تلفزيوني للطبخ بحثاً عن الشهرة, وهنيئاً لذلك الساحر بقناة الجبوري, فإن الطيور على أشكالها تقع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram