علاء المفرجي يبدو ان الثقافة لا تستهوي سياسينا،إلا عندما تكون مشروعاً (ربحياً).. كما في مشروع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) الذي أقرته قبل أكثر من ثلاثة أعوام من الان،باعتبار النجف عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2012.. فعدا ذلك فان الثقافة في اخر سلم اهتماماتهم، ودليلنا على ذلك الجدل الدائر الان في استقالة البعض، والزعم بكشف ملفات الفساد في هذا المشروع وما إلى ذلك، الأمر الذي حرف بالمشروع من جادة الثقافي الى جادة السياسي بل وإخضاعه لخانة المزايدات السياسية الفجة.
ولعل من تبنى إدارة هذا المشروع والتهيئة له،لم يستبين الهدف الأساس الذي رسمته له الـ(أيسيسكو) والذي يدعو إلى نشر الثقافة الإسلامية وتجسيد مضمونها المتسامح، وإنعاش رسالتها في تخليد الأمجاد الثقافية والحضارية لعدد من العواصم الإسلامية،ومن بينهما مدينة النجف الاشرف، بوصفها واحدة من اعرق الحواضر في التاريخ الإسلامي.وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية،لم نتلمس جهداً واضحاً للاستعداد لهذه المناسبة، باستثناء ما يتعلق منها برصد ميزانية مالية تستثمر لإعادة إحياء اثر هذه المدينة الثقافي والحضاري على مدى قرون من الزمن..فعلى الرغم من اقتراب موعد هذه المناسبة التي لم يتبق منه سوى شهور قليلة لم نقرأ برنامجاً متكاملاً يغطي مساحة سنة كاملة، بالنشاطات الثقافية التي تليق بتاريخ هذه المدينة ودورها الفاعل في نشر الحضارة والثقافة الإسلامية.. مثلما لم نتعرف على طبيعة الجهات القائمة على مثل هذا المشروع.وبنظرة بسيطة على ما فعلته المدن التي شملت بمثل هذا المشروع ، وما قامت به في استثمار هذه المناسبة في التغني بدورها التاريخي والحضاري.. نجد ان ما فعله القائمون على هذه المناسبة، لا يتعد التصريحات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.. فالأمر لا يتعدى(غنيمة) عليهم الاستحواذ عليها او اقتسامها على الأقل..فأمام حمى الاتهامات المتبادلة بين المجتمع حول القصور الواضح في الاستعداد، تتساءل اين دور وزارة الثقافة، اين دور المؤسسات الثقافية..فنحن لم ننتبه لاقتراب موعد هذا الحدث، الا حينما علت الاتهامات والاتهامات المتبادلة... والسبب لان البعض لا يرى فيها سوى عجل سمين، وليست حدثاً ثقافياً مهماً."الحكومة العراقية قررت تخصيص مبلغ خمسمائة وثلاثة وتسعون مليون دولا بعد موافقتها بالإجماع لدعم مشروع النجف الاشرف عاصمة بعدما إقرت في باكو ،وهذا المبلغ يعادل مائتان وخمسون ضعفاً لما انفق على مدينة حلب في اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية. "هذا ما صرح به الوكيل الاقدم للوزارة عند انطلاق الاستعداد لهذا المشروع.. لكن المعوقات التي برزت في (حمى ) هذا الاستعداد.. كانت وكما جاء في المؤتمر الصحفي للوكيل يكمن في "عزل الرموز الثقافية عن هذا المشروع" .. وهو الدواء الذي يبدو لم ينتبه له القائمون على المشروع فانصرفوا الى ما هو انجع منه!.
كلاكيت :النجف عاصمة الثقافة الإسلامية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 28 سبتمبر, 2011: 07:40 م