حازم مبيضين لم يكن منتظراً من المعارضة اليمنية, غير رفض خطاب العقيد العائد متسللاً من رحلة الاستشفاء, علي عبد الله صالح, واستنكارالمجازر التي يرتكبها العسكر الموالون له في أنحاء اليمن كافة, في محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية ظل صالح يتوعد بها منذ اندلاع الثورة, فخطابه البائس مرفوض جملةً وتفصيلاً, لاحتوائه على مغالطات واضحة ومكشوفة لا تنطلي على أحد, خصوصاً الوسطاء الذين تنصل من جهودهم أكثر من مرة,
ورفض المبادرة الخليجية رغم ما وفرته له من ضمانات, لكنه أصيب بحالة هستيريا وصل إليها بعد شعوره بقرب ساعة السقوط وانتصار الثورة، لكن كل ذلك لن يثني الثوار عن التصعيد, والواضح جداً كما تعلمنا دروس التاريخ, أن ارتكاب صالح وزبانيته للجرائم البشعة بحق الشعب, ليس إلا جواز مرور نحو محاكمتة على يد العدالة اليمنية, الكفيله بالاقتصاص منه.اللعبة المقيتة التي يلعبها العقيد لتهدئة الضغط الدولي, ومحاولته الإيحاء بأن مايجري في اليمن مشكلة سياسية وليست ثورة, لعبة مكشوفة, فهو لم يقدم جديداً، ويسعى كعادته لتضييع المزيد من الوقت, ويتجاهل أن المحتجين في الساحات, والمطالبين بالديمقراطية, فقدوا كل ذرة ثقة فيما يقول, وأنهم كانوا قد تنازلوا حين قبلوا المبادرة الخليجية حقناً للدماء, وأن مطلبهم اليوم هو إسقاط نظامه بكل عناوينه, ومحاكمتة على كافة الجرائم التي ارتكبها, وأن هؤلاء لايعترفون به رئيساً, لانه بكل الخطوات التي يقترحها, يحاول أن يوجد ذريعةً لقتل الناس، ويسعى دائماً إلى الهروب من المسؤوليات. يلعب صالح على الألفاظ حين يؤكد التزامه بتسليم السلطة، وحين يقترح إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية مبكرة، وحين يؤكد للمرة العاشرة التزامه بالمبادرة الخليجية دون توقيعها, وإنما بتفويض نائبه عبد ربه منصور هادي للتوقيع عليها وعلى آلية تنفيذها, لكنه يكشف عما في داخله حين يتهم خصومه بالركض وراء السلطة التي يعشقها, ويستكثرعلى شعبه استعادتها وتفويضها لمن يرضاه, وفي حين تبث أجهزته الأمنية شائعات بأنه سيعلن استقالته، تعود أجهزة إعلامه لنفي ذلك, وفي الوقت نفسه تخوض قوات حرسه الجمهوري, بقيادة ابنه أحمد الطامع بوراثته, معارك غير متكافئة مع المتظاهرين السلميين, الذين أبدوا خلال سبعة أشهر انضباطاً وقدرةً على عدم الانجرار خلف مخططاته لعسكرة انتفاضتهم, رغم أن كل واحد منهم يملك سلاحاً, وهو قادر على استخدامـه. لعبة العصا والجزرة التي يحاول صالح النفاذ من خلالها إلى ما يشتهي من الإستمرار أو التوريث, لن تنجح مطلقاً, فلا جزرته تغري اليمنيين, رغم جوعهم وتعبهم, ولا عصاه ترهبهم رغم قسوتها وفظاظتها, وكان حرياً به لو لم يكن من تلاميذ صدام أن ينسحب من حياة شعبه ببعض الكرامة, لكن الواضح أنه يعاند وكأنه مخدر بشهوة السلطة, وهو لم يعتبر من محاولة اغتياله التي ستتكرر حتماً, إن لم يغادر القصر الجمهوري, وستنجح حتماً في إحدى المرات, وحينها سيغادر مشيعاً باللعنات, تاركاً البلاد نهباً لمعارك الثأر والأطماع الخارجية بالسيطرة عليها, وسيدخل التاريخ كواحد من أسوأ الحكام الذين تعاقبوا على حكم اليمن, منذ بلقيس وإلى أبد الآبدين.
في الحدث :صالح ولعبة العصا والجزرة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 28 سبتمبر, 2011: 08:46 م