علاء حسن أحدهم عندما يسمع ما يتردد من أنباء عن الحراك السياسي يتصور بأن مفردة "الحراك" هي الحريق باللهجة الدارجة ، وهذا الشخص الذي عاصر الاحداث السياسية في البلاد منذ عقد الخمسينيات وحتى الوقت الحاضر ، مقتنع بأن الساحة السياسية العراقية ، ستشهد على الدوام المزيد من الازمات ، ويعزو اسباب اندلاعها لتدخلات دول الجوار وغياب الموقف الوطني المستقل تجاه العديد من القضايا ،
وهو يستطيع ان يسرد الكثير من الحوادث لإثبات صحة رأيه ، ويبدأ من وقوف جمال عبد الناصر ضد عبد الكريم قاسم ، وانقلاب شباط ،ويمضي في سرد الوقائع ليؤكد حقيقة "النكبة العراقية " بفعل المؤامرات الإقليمية والخارجية .هذا النموذج من العراقيين كان منتسباً لأحد الاحزاب ، وبمرور الوقت ، وبفشل تحقيق حلم الديمقراطية استسلم لحقيقة " السياسية ما توكّل خبز " فالتفت لشؤونه الشخصية والعائلية ، واتخذ المسار بجانب الحائط ، وفي احد الايام قرأ شعارًا على احد الجدران يطالب ابناء الشعب بالالتفاف حول الحزب الفلاني لتحقيق اهدافهم ، فسخر من العبارة وابتعد مسافة نحو كيلو متر عن ذلك الجدار ، خشية التعرض للاعتقال على يد احد رجال الأمن ، ولاسيما انه اصيب وبعد ان ترك العمل السياسي منذ عقود بحساسية من الاحزاب ، ولم يعد يؤمن بأفكار ايام الشباب كما يقول . قبل ايام اتصل شخص مقرّب من صاحبنا "السياسي المتقاعد " ودعاه للانضمام الى حزب جديد سيعلن عن تشكيله في الايام المقبلة ، واستمع بكل هدوء لصاحب الدعوة ، الذي قال : ان الحزب الجديد ، يحرص على خدمة الشعب العراقي والدفاع عن حقوقه ، انتفض الرجل وخاطب محدثه : "عمي هذا الشعار قرأته قبل اكثر من خمسين سنة ،و حتى اليوم لم يخبرني عراقي من ابناء هذا الشعب المكرود ان احد الاحزاب حقق هدفه و مصالحه ". ووجه السؤال عن تمويل الحزب و موارده المالية فجاء الجواب :" من اشتراكات الاعضاء والمؤيدين وتبرعات الاصدقاء ". وبعد ان شعر المروّج لتشكيل الحزب الجديد ان صاحبنا "قافل من السيركت " ولا تنفع معه الاحاديث بشأن الاجراءات والخطوات المستقبلية لتوطيد الديمقراطية في العراق ، ترك المكان للبحث عن شخص آخر لديه الاستعداد للانتماء للحزب الجديد الذي يستعد لخوض الانتخابات المحلية المقبلة .أثناء بث التصريحات عبر نشرات اخبار الفضائيات عن امكانية نجاح الحراك السياسي لحسم الخلاف بين الاطراف المشاركة في الحكومة راودت "المتقاعد السياسي" فكرة الاتصال بفرق الاطفاء ، لتكون على اتم الاستعداد للقيام بواجباتها ، لأنه على يقين راسخ بان الحراك هو احتراق، مادامت دول الجوار تمنح لكل طرف الفتيل القابل للاشتعال في اية لحظة ،والمشكلة بنظره بالامكان معالجتها بتجريد السياسي من اية "فتيلة اقليمية" يحملها قبل الدخول الى قاعة اجتماع القادة او مبنى مجلس النواب ، او الاستعانة برجال الاطفاء ليكونوا حاضرين في الاجتماعات بصفة مراقبين ، فعلى هؤلاء وحدهم تقع مسؤولية التخلص من "النكبة العراقية" !
نص ردن :حريق سياسي!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 28 سبتمبر, 2011: 08:58 م