TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة :بغداد التي لا تطرب أحـــداً

وقفة :بغداد التي لا تطرب أحـــداً

نشر في: 28 سبتمبر, 2011: 09:12 م

 عالية طالب حين كنا نستخدم  عبارة " مغنية الحي لا تطرب " كنا نقصد بها  اننا نهمل ما بأيدينا من  كنوز ونقبل  بالمزيف  من الآخرين!!  وبغداد التي اعتادت أن تطرب الجميع  من أقصى الأرض الى أقصاها بكل  ما لديها من مواهب وثروات وتاريخ وموقع وقوة، أصبحت  اليوم مغنية عجوزا تتعكز على  جمال  لا تعالجه الأصباغ  المتنافرة  لأمانة بغداد التي زادت الطين بلة، ولا المشاريع الورقية التي  باتت تمثل عبئا حتى على الورق من كثر ما كتبت عليه.
بغداد  لم تعد  تطرب أحدا، هذه هي الحقيقة وإلا كيف نفسر زيادة الاستثمارات  برأس المال العراقي في  بلدان الجوار وانحسارها في العراق، وكيف نعلل تهريب العملة الصعبة  لتنشئ مباني ومصانع ومعامل  وبنوكا  و أسواقا و مولات  في بلدان العالم الواسع، ولا نجد لها مشابها في  عاصمة، ولماذا تتمتع أمريكا التي جلبت لنا  " التغيير " بالكهرباء وتقف حجر عثرة أمام أية مشاريع عراقية جذرية لإصلاحها لدينا وتبصم  بعشرة أصابع على الحلول المؤقتة ومنها  مولدات الحكومة المناطقية، ومناقلات  وزارة الكهرباء العلاجية التي وعدتنا  بصيف بارد فانتصر عليها ضعف المناقلة وبقيت هي  بالوجه المطفأ من كل إنارة ولن نقول الأسود.هل بغداد مدينة لا تطرب أحدا بالرغم من إجماع  الرحالة السابقين والمستشرقين والمحدثين على أنها  مدينة  الجمال والفن والتأريخ المذهل ؟ ولماذا كلما حاولت بغداد أن " تـطرب "  مواطنيها تصدى لها  " المفسدون " من كل صوب وحدب، محليين ومستوردين، ليحافظوا على تراث العبارة حتى وان تسبب هذا بمزيد  من الدمار الذي  بقي ملازما  لسنواتها منذ التغيير وحتى الان.بغداد التي تطرب الآخرين،  ويحتفظ الاخوة العرب لها بأبهى الصور و أروعها عن لياليها ونهارها،  ويحسدوننا عليها  سرا وعلانية،هذه الجميلة في الذاكرة العربية أوقعتني في حيرة وإرباك لا أعرف كيف أعالجه  حين أوصاني الأشقاء أن ارسل لهم  صورا  عنها وعن ذكريات الأمكنة الجميلة التي  تعرفوا عليها يوما فيها، وعن مرافقها   البديعة " على حد وصفهم "  ليستعيدوا  ذكرياتهم  عنها!!ترى ما الذي أرسله لهم من صور، لم أسأل رجال الدولة والحكومة ومؤسساتها الخدمية والاستثمارية  بعد أن أثبتوا أنهم آخر من يسأل عن الجمال! ولم أسال أولي الأمر بعد أن لمست جهودهم الجبارة في  تقبيح مدينتي! ولم أسأل أصدقائي عن بقايا منطقة في بغداد ما زالت تتمتع بتأريخ الجمال، بعد أن وجدتهم يستغربون سؤالي! جائزة أعلنها من على منبر جريدة " المدى " تقول: أين أمكنة الجمال والعمران والبهاء والتشييد والانجاز والمرافق السياحية والعامة  في بغداد، على من يجدها تسليمها الى أقرب مصور لنبثها في خدمة النت ونتباهى بها، عاجل رجاء؟؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram