عن: واشنطن بوست في مقابلة له مع الاسيوشيتد بريس يوم الثلاثاء الماضي صرح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن اعتقاده عقد اتفاقية مع الولايات المتحدة الاميركية لتدريب الجيش العراقي و ان المحادثات بشأن الموضوع مازالت جارية في بغداد
و قال الوزير " نحن بانتظار حصول تقدم في هذه المحادثات في شهر تشرين الاول ". من جانبها، تنظر ادارة اوباما في ابقاء 3000 الى 5000 من قواتها من اجل هذه المهمة. و قال مسؤول مقرب من رئيس الوزراء نوري المالكي رفض ذكر اسمه بسبب حساسية الموضوع بان بغداد قد تطلب ابقاء 2500 فقط من القوات لأجل ذلك.و قال زيباري " اعتقد اننا سنعقد اتفاقية بشأن التدريب " لكنه لم يذكر عدد القوات التي ستبقى و انما اكد على التدريب و ليس المهم كم عدد القوات التي ستبقى و انما المهم هو الالتزام ". و اضاف زيباري انه لن يكون هناك شيء جديد بخصوص القوات الاميركية او الاتفاقية الامنية مع الاميركان " لقد تغيرت الظروف السياسية في العراق، و هذا هو السبب في صعوبة الموقف".اي مقترح لابقاء القوات الاميركية في العراق بعد نهاية العام ستتم معارضته بقوة من قبل التيار الصدري المعارض للوجود الاميركي و الذي هدد باستئناف اعمال العنف اذا ما بقيت القوات الاميركية خلال عام 2012. و قال مشرق ناجي، النائب عن التيار الصدري، " نحن نرفض حتى بقاء المدربين. ان موقفنا واضح و على القوات الاميركية كافة مغادرة البلاد، اما التفاوض بشأن ابقاء هذه القوات فهو ضد ارادة الشعب العراقي ". وقال زيباري ان الحكومة مدعومة من اغلب الزعماء السياسيين من اجل اجراء محادثات مع الاميركان حول ترتيبات مهمة التدريب لأن البلد يفتقر الى الخبرة العسكرية لحماية شواطئه و خطوط نفطه، و الى السيطرة على سمائه و دفاعاته الجوية، و حتى القوات البرية بحاجة الى التدريب ". لكنه قال ان على الحكومة تحشيد الدعم في البرلمان من اجل مهمة التدريب كما فعلت في كسب موافقته على اتفاقية وضع القوات الاميركية. المقابلة أجريت مع وزير الخارجية بعد ساعات من اعلان المسؤولين في بغداد عن توقيع صفقة بقيمة 3 مليارات دولار لشراء 18 طائرة مقاتلة اف-16 من الولايات المتحدة. و من المتوقع عدم وصول الطائرات الى العراق قبل الخريف القادم على اقل تقدير ما يعني انه لا يزال بالامكان الطلب من القوات الاميركية الاستمرار باخراج الدوريات الجوية في سماء العراق. و اضاف زيباري ان اهمية الصفقة هي " ان يعرف العالم بان العراق حليف للولايات المتحدة في المنطقة ". و لدى سؤاله عن حماية سماء العراق قبل وصول الطائرات و قبل تدريب الطيارين العراقيين، قال زيباري بان منطقة حظر الطيران في شمال العراق عام 1991-1992 كان يسيطر عليها ستة ضباط اميركان فقط تمكنوا من" ردع غضب جيش صدام حسين". و ذكر بان سماء العراق يمكن حمايتها ايضا عن طريق التكنولوجيا، و من القواعد الجوية الاميركية في المنطقة. و قد حصل ذلك فعلا عندما سيطر الاميركان على مناطق حظر الطيران شمال و جنوب العراق من المملكة العربية السعودية و قطر و البحرين و تركيا. خلال المقابلة الموسعة، قال زيباري ان قرار ابقاء القوات الاميركية في المناطق المتنازع عليها في اقليم كردستان العراق " سيعتمد على نتيجة محادثات الحكومة العراقية حول قضايا التدريب". و قال ايضا " هناك حاجة ماسة و عاجلة تتطلب من الاطراف كافة تمرير قانون سريع بشأن توزيع الثروة النفطية للعراق بين الحكومة الفيدرالية و الاطياف السكانية و الدينية في البلاد. النزاع، الذي يركز على المأزق الخاص بالسيطرة السياسية على منطقة كركوك، هو بين الكرد و العرب و التركمان. حيث تستقر كركوك على حقول النفط الرئيسية. وقال زيباري ان المقترحات مازالت ترفع الى البرلمان، مضيفا ان المقترح الذي اتفق عليه الكرد و الحكومة الفيدرالية هو نسخة القانون لعام 2007 الذي فيه تسيطر الحكومة على اغلب النفط و الغاز المستخرج من الحقول الحالية اما الاكتشافات المستقبلية فان ادارتها تكون مشتركة بين بغداد و اقليم كردستان. و اضاف و هو يتحدث عن الشرق الاوسط اليوم " انا شخصيا اعتقد ان ربيع العرب لم يكن ممكنا مع وجود صدام في السلطة"، و ان لدى العراق الكثير ليقدمه لبلدان مثل تونس و مصر وليبيا التي تمارس انتقالا سياسيا بعد انتفاضاتها ضد الحكام المتسلطين، " كل منهم يجب ان يمر بالمراحل التي مررنا بها، و نحن نرى التوترات و المصاعب الناجمة عن تبني نظام جديد... نظامنا و ديمقراطيتنا ليست كاملة، لكن الأطر متوفرة من اجل ايجاد الحلول لكل المشاكل". ترجمة المدى
التعقيدات السياسية والبقاء الأميركي في العراق
نشر في: 28 سبتمبر, 2011: 09:19 م