ديالى/ متابعة المدى أعلنت إدارة محافظة ديالى، أمس، عن وضع خطتين لبناء وتأهيل 117 مدرسة في عموم الوحدات الإدارية بالمحافظة العام المقبل، مؤكدة أن الخطة الأولى ستكون بدعم من وزارة التربية، فيما ستكون الأخرى من ميزانية المحافظة.
وقال المتحدث باسم محافظ ديالى تراث العزاوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "إدارة المحافظة بالتعاون والتنسيق مع دائرة تربية المحافظة وضعت خطة منظمة لبناء 16 مدرسة وتأهيل وترميم 93 أخرى في عموم الوحدات الإدارية داخل المحافظة"، مبينا أن "الخطة سيتم تنفيذها العام المقبل وبدعم مالي مباشر من قبل وزارة التربية". وأضاف العزاوي أن "هذه الخطة تهدف إلى سد النقص الواضح في المباني المدرسية وتقليل ظاهرة تزاحم الطلبة على مقاعد الدراسية"، مؤكدا "وجود خطة أخرى لبناء ثماني مدارس نموذجية وفق أرقى المواصفات التربوية وبدعم مباشر من ميزانية المحافظة خلال العام المقبل أيضا". وأشار العزاوي إلى أن "إدارة المحافظة تولي اهتماما كبيرا لقطاع التربية والتعليم باعتباره أساس البناء والنهوض نحو المستقبل"، لافتا إلى أن "المحافظة لا تزال بحاجة إلى أكثر من 300 مدرسة لسد النقص في المباني المدرسية خلال الفترة الراهنة".يذكر أن القطاع التربوي في محافظة ديالى تعرض إلى نكسة كبيرة خلال مرحلة الاضطرابات الأمنية التي شهدتها الأعوام الأربعة الماضية، أسهمت في تدمير ما يزيد على 70 مدرسة، وإلحاق أضرار مادية بالعشرات، مما أدى إلى خلق تزاحم كبير في الكثير من المدارس انعكس تأثيره السلبي على مستوى التعليم بشكل عام. من جانب آخر أعلنت إدارة المحافظة عن إنشاء 31 مركزا لمحو الأمية في عموم الوحدات الإدارية بالمحافظة، وفي حين أكد مستشار تربوي أن ربع سكان المحافظة أميون، لفت خبير أمني إلى أن التنظيمات المسلحة تستغل هذه الشريحة لتنفيذ أهدافها.وقال المتحدث الإعلامي للمحافظة في حديث صحفي إن إدارة المحافظة وبالتنسيق مع تربية المحافظة ومسؤولي الوحدات الإدارية تم إنشاء 31 مركزا لمحو الأمية في عموم مناطق المحافظة خصص 26 منها للنساء".وأضاف العزاوي أن "أكثر من 2500 شخص يمثلون الوجبة الأولى سينخرطون قريبا في مراكز محو الأمية المنتشرة في عموم المناطق"، مؤكدا أن "لجنة عليا مشتركة تضم الجهات ذات العلاقة بالإضافة الى ممثل عن إدارة المحافظة تشرف على متابعة أداء ونشاط مراكز محو الأمية ومعالجة أي إشكالات وتقديم ما يمكن من المساعدة إليها".من جانبه، أكد مستشار محافظ ديالى لشؤون التربية والتعليم عبد الباقي الشمري، أن "25 بالمئة من سكان المحافظة أميون"، مبينا أن "عوامل عدة تقف وراء وجود هذه النسبة الكبيرة التي تمثل ظاهرة ينبغي معالجتها".ودعا الشمري الى "رصد رواتب شهرية مجزية للمنخرطين في مراكز محو الأمية وتعيين الأوائل منهم في وظائف حكومية كدافع قوي لهم لغرض التعلم". بدوره، اعتبر الباحث الاجتماعي ظافر اللهيبي أن "الجاهل غير المتعلم يكون فاقدا للحصانة الفكرية"، مشيرا الى أن "اغلب من يتم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية يتبين في ما بعد أنهم لا يقرؤون ولا يكتبون وجرى استغلالهم بأفكار دينية متطرفة جعلتهم وقودا لحرب أحرقت الأخضر واليابس". ودعا اللهيبي الحكومة المركزية الى "إيجاد حلول ناجعة لأزمة الأمية المتفاقمة في ديالى لان تأثيرها سلبي على جميع الملفات"، محذرا من أن "ترك الحال على ما هو عليه يعني ترك قنبلة موقوتة ستنفجر في أي لحظة".وفي ذات السياق، أكد الخبير بالشؤون الأمنية في بعقوبة جهاد البكري أن "اغلب التنظيمات المتطرفة عمدت أثناء فترة سيطرتها على مناطق واسعة في المحافظة بين عامي 2006-2007 الى إغلاق واستهداف المدارس لأنها تشعر أن بقاءها يؤثر بشكل سلبي على أجندتها الفكرية المتطرفة".وأشار البكري إلى أن "التنظيمات المسلحة تركزت معاقلها في مناطق شعبية فقيرة ترتفع بين أبنائها نسبة الأمية مما جعلها تستغل الموقف لصالحها بوجود أشخاص ذوي خبرة في تجنيد واستقطاب الجهلة لدعواتها الدينية المتشددة"، لافتا الى أن "الأمية لا تزال تمثل وقود حرب الإرهاب وإذا لم يتم معالجتها ستبقى دوامة العنف باقية الى ابعد ما يكون".ويؤكد مختصون في القطاع التربوي بمحافظة ديالى أن الحروب المتلاحقة والاضطرابات الأمنية التي أعقبت سقوط النظام السابق أسهمت في ازدياد أعداد الطلبة المتسربين من مقاعد الدراسة مما أسهم في ارتفاع نسب الأمية الى درجة كبيرة في المجتمع العراقي عموما وديالى خصوصا.
ديالى تضع خطّتين لبناء وتأهيل 117 مدرسة فـي عموم الوحدات الإدارية

نشر في: 29 سبتمبر, 2011: 07:07 م