 خليل جليل نعتقد أن الاتحاد العراقي لكرة القدم يدرك ويتذكر جيداً كيف واجه مأزقاً شنيعاً قبل انطلاق التصفيات المونديالية المؤدية الى نهائيات كأس العالم وتحديداً قبل ان يترك الالماني سيدكا مهمته مدرباً للمنتخب عندما إتخذ الاخير سلسلة من القرارات الابعادية بحق عدد من لاعبي المنتخب من الذين يراهم الاتحاد بانهم العمود الفقري للمنتخب لكنه فضّل الصمت ورضخ لقرار سيدكا الذي جعل المنتخب يدخل حالة من الانذار ومعه الاتحاد قبل انطلاق تصفيات المجموعة الآسيوية الاولى التي تعثر في مستهلها المنتخب امام الاردن .
وبسبب ذلك المأزق الصعب الذي وجد الاتحاد نفسه بمواجهته عندما افرغ المنتخب من عناصره الرئيسة ومن ثم تراجعه عن قراراته المؤيدة لسيدكا وسمح لعودة اللاعبين المبعدين بعد ان أدت تلك القرارات الى انهيار المنتخب وتعمّق مشاكله وارتفاع حدة التوتر بين اللاعبين في ظل غياب واضح للقدرة الادارية المتمرسة في احتواء تلك المشاكل والتصدي لها وتخليص المنتخب واجوائه من ادرانها بدلاً من ان يسعى البعض لتكريسها واشاعتها وغرسها في جسد المنتخب الذي ما زال يعاني من هذه الافعال ومن اشخاصها الذين وجدوا انفسهم داخل التركيبة الادارية للمنتخب منذ عهد الاتحاد السابق وتحديداً قبل فترة قصيرة من انتهاء عمره الى ان وجد مساندة ودعماً للاستمرار بهذا النهج من الاتحاد الحالي.فبعد ان فتح النائب الاول لرئيس الاتحاد العراقي الملا النار على المدرب الوطني بما تحمله الكلمة من معنى حقيقي لا يمت بصلة الى هذه المفردة البليغة التي لم يعرفها قاموس البعض الذي تجنى على الربيعي وتنكر لخدماته في وقت كان الاتحاد يتخبط لايجاد مدرب يسعفه لقيادة المنتخب خلفاً لسيدكا جاء الدور بعد ذلك على اللاعبين ليأخذ كرار جاسم دوره في قائمة الاستبعاد والمخاصمة التي يجد الآخرون انفسهم فيها وفي مشكلتها لأنهم دأبوا عليها اكثر من ان يعتادوا لتقديم مهام حيوية ومفيدة للمنتخب.فليس من المعقول ان تلفق التهم ضد هذا اللاعب الذي اضطر سيدكا للاستعانة به في نهائيات آسيا الاخيرة وعكس فعلا مقدرته للتواجد في تشكيلة المنتخب بعدما أسهم بتعديل مسار المنتخب اثر خسارته من المنتخب الايراني في تلك النهائيات ، كما عكس وجوده  المناسب في مباراة الأردن بالتصفيات الاخيرة .. تلك المباراة التي نال فيها كرار ما نال من الالعاب الخشنة والتقصد في ايذائه من اللاعبين الأردنيين والحد من خطورته في المباراة.لكن بمجرد ان يوظف البعض قضية اصابته التي أبعدته عن مباراة سنغافورة وبتأكيد من الجهاز الطبي وتجيير هذا الغياب على اساس انه مقصود من قبل ، كنا ننتظر ان يأخذ الاتحاد العراقي دوره في معالجة هذا الامر وانهاء ملابساتها لاسيما وان المدرب زيكو كان مقتنعاً بتأثير تلك الاصابة وعدم جدوى مشاركة جاسم في لقاء سنغافورة بيد ان البعض اعتبرها غياباً مقصوداً لكي يتفرغ كرار جاسم الى عائلته وكأن الآخرين لم يصطحبوا عوائلهم معهم.اذاً ، عندما تغيب الحكمة عن اتحاد الكرة فعليه أن يستعد لمواجهة المزيد من المشاكل.