اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > تأكل الحصة التموينية ..تعض الأطفال ..تسمم الأطعمة .. وتنشر الأمراض الغريبة

تأكل الحصة التموينية ..تعض الأطفال ..تسمم الأطعمة .. وتنشر الأمراض الغريبة

نشر في: 26 سبتمبر, 2009: 06:26 م

بغداد / شاكر المياحتصوير / مهدي الخالديقد لا يصدق القارئ بأن ابناء مدينة الصدر قد تلتهمهم الجرذان ذات يوم !وربما ستقضي عليهم تدريجيا في احسن التصورات والتوقعات ، عشرات الالاف من القوارض اتخذت من قاع ارض المدينة مستوطنات لها ، تتناسل فيها وتتكاثر وتتغذى وتسمن ، فصار بعضها بحجم قطة او هر ( مطابخ ) ! ربما يظن البعض بانه موضوع للمزحة او الطرفة او للتسلية ،
بل هو صورة حية للواقع الميداني الراهن الذي يعيشه ابناء المدينة المكتظة بالسكان والنفايات واكداس المزابل والمياه الاسنة الناجمة عن طفح شبكة الصرف الصحي وانعدام الخدمات ، والتي تعد بيئات ملائمة لانتشار الحشرات الضارة والناقلة للامراض ، ناهيك عن القوارض والفئران وحتى القراد !جرذان سمان تدب مسرعات بين ممرات وزوايا مساكن الفقراء ( اسميتها مساكن جزافا ، فهي لا تشبه الدور او البيوت او المنازل او المساكن ) ، هي اقرب الى المآوي ، واخريات يتراقصن ليلا فوق الارائك واسرة النوم ، يتلاعبن باعصاب وامزجة النائمين ، كبارا وصغارا ، ذكورا واناثا ، فتفسد عليهم متعة الرقاد ، وتثير الهلع في نفوس الاطفال الصغار . هي قصة ليست من نسج الخيال ، ولا فبركة اعلامية يراد منها اثارة الضجيج ، بل هي حقيقة ناصعة لا تقبل اللبس او التأويل والميدان هو الحكم . ولنستمع الى ما اختزنه جهاز التسجيل الذي حملناه معنا في جولتنا هذه ، ثم نقرأ ما ذكره ابناء المدينة وهم يروون قصة الجرذان : الموظف الشاب ( احمد ناجي ) الذي كان دليلنا للمناطق المبتلاة بالقوارض ذكر ان الجرذان تنشط ليلا فتخرج بالمئات لتملأ المساكن العشوائية التي شيدها مواطنون مهجرون من احياء شتى ومن محافظات مختلفة ، خذ مثلا ، عائلة زوجتي هجرت من مدينة الحبانية في محافظة الانبار ، وبسبب كثرة وخطورة الجرذان ، فاننا لا نصطحب اطفالنا عندما نروم زيارة اهلها ، وفي احدى المرات ( وتلك كانت غلطتي امضينا ليلة في دارهم فتعرض طفلي ( سمير ) الى عضة جرذ وهو يغط في نوم عميق فصرخ صرخة افزعتنا جميعا اضطررنا على اثرها الى نقله الى المستشفى وبعد الكشف عليه ، اشار علينا الطبيب الخافر الى ضرورة عرضه على الطبيب المختص . وفي اليوم التالي راجعنا المستشفى مرة اخرى وتم فحصه من قبل الطبيب الاخصائي الذي اخبرنا بانه قد يصاب بالتهاب حاد في الامعاء اذا لم تكتمل دورة العلاج . حكاية اخرى عن هجمات الجرذان في حي ( الجولان ) دخلنا احد البيوت فاستقبلتنا سيدة طاعنة في السن بالترحاب تدعى ( ام فاضل ) التي اوضحت بان افراد اسرتها لا ينعمون بالنوم ليلا خشية تعرضهم لهجمات شرسة من قبل مجاميع متعاقبة من الجرذان التي تتسلق اسرة النوم فتعض كل من يعترضها ، وانا شخصيا تعرضت لعضات مؤلمة كثيرة وما زلت اعاني من امراض عديدة ومنها الحمى الليلية رغم مراجعاتي المتكررة للمستشفى ، وما ان استكمل علاجي حتى تعود تلك الحمى مع الم لا يطاق في مفاصلي ، ناهيك عن العضات التي تعرض لها احفادي الصغار وقبل يومين ، وبعد السحور تعرضت لعضات عديدة ، احسست حينها وكأني صعقت بتيار كهربائي ( على حد وصفها ) وكانت من الشدة بحيث افقدتني السيطرة على حركة يدي وساقي ( واثناء حديثها كان مصورنا مهدي الخالدي يتربص بالجرذان امام جحورها لعلها تخرج فيصورها ، ولما يئس اضطر الى سكب الماء فيها لارغامها على الخروج ، غير انها كانت اشطر منه فربما اتخذت طريقها الى ممرات احتياطية جعلت منها ملاجئ تختبئ فيها حينما يدهمها الخطر ) . وتواصل ( ام فاضل ) حديثها فتقول : اكثر ما نخشاه هو اصابة اطفالنا بامراض غريبه جراء عضات الجرذان التي تتزايد اعدادها باضطراد لا سيما ونحن عاجزون عن القضاء عليها او مواجهتها ، فضلا عن التهامها الطحين الذي ارغمنا على تخزينه في براميل معدنية ،وكذلك السكر والرز ، وفي احد الايام استلمنا ( كيس تمن ) زنة 50 كيلو غراماً وعند الصباح لم يتبق منه سوى ما يقرب من عشرة كيلو غرامات فقط ، ، اذ التهمته الجرذان ليلا ، ولك ان تتصور اعدادها التي اتت على 40 كيلوغراما في ليلة واحدة . الم تكافحوها بالسموم ؟ استخدمنا جميع انواع السموم ، وفي كل مرة لا يموت منها سوى خمسة او ستة ، انها تتكاثر بسرعة ( تحت الكنتور ، والبوفيه وفي كل زوايا البيت ، ولا نعرف بموت احدها الا بعد تفسخه وانبعاث الروائح الكريهة ) . وفي مداخلة لاحد ابنائها ذكر فيها بانهم راجعوا الكثير من المسؤولين عن الدوائر الخدمية والصحية في المدينة ولم تتم الاستجابة المطلوبة ، بل تركونا وحدنا نصارع جحافل الجرذان التي ما فتئت تلعب معنا لعبة ( البرينجي ) ( طائر مائي يغوص لدقائق ثم سرعان ما يظهر في مكان غير متوقع من النهر ) فضلا عن المجاري السيئة التي يشكل طفحها المستمر بيئة ممتازة لعيش وتكاثر الجرذان والفئران والحشرات الضارة . ( دخلنا احدى غرف البيت فوجدناها تنز صديدا ذا لون اخضر بسبب طفح المجاري ) . ويسترسل قائلا : لمن نشكو وضعنا البائس هذا ؟ ،لا احد يعير اهتماما لقضيتنا اذ طرقنا كل الابواب وليس امامنا سوى الشكوى لله الواحد الاحد عله يمن علينا بالخلاص من محنتنا هذه ، لم نحصد سوى الوعود ( والسين المستقبلية ولم نحظ الا ( بسوف واخواتها الحاضرات ) . المواطن ( عباس لفتة ماهود ) اوضح بانه اصيب بمرض نتيجة تعرضه لعضات متكررة وان الاطباء عجزوا عن تشخيصه حتى الان بال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

اليوم ..خمس مباريات في انطلاق الجولة الـ 36 لدوري نجوم العراق

بدء التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

"واتساب" يختبر ميزة جديدة عند الفشل بارسال الصور والفيديوهات

تطوير لقاحات جديدة للقضاء على الحصبة نهائياً

الأونروا: سكان غزة فقدوا كل مقومات الحياة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

أفلام إباحية على أرصفة الباب الشرقي تتحدى الحشمة والقانون!!

السِبَح.. أسرار عميقة وأسعار مرتفعة بعضها يعادل الذهب

الجمعية الانسانية: قوانين التقاعد لم تنصفنا أبداً

(شيء لا يخطر في بالكم) أهم مكونات العطر المزيف

كل شيء عن المخدرات فـي العــراق .. أنواعها ... مصدرها.... وطرق دخولها

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram