هاشم العقابي aلم يحظ عمود كتبته بردود افعال متباينة من القراء مثل "بنات بغداد". لقد تطرق قبلي الدكتور علي الوردي لأمراض الشخصية العراقية وتعرض الى اكثر مما تعرضت له من انتقاد، وحصل على اكثر مما حصلت عليه من مؤيدين. ان أي نقد أو تحليل لتحكم رواسب قيم الريف والبدواة في السلوك اتجاه اهل المدينة لا يعني، عند المتلقي الموضوعي، طعنا بطرف أو تمجيد لطرف آخر.
اكثر ما آلمني بتلك الردود هو عتاب وزعل شديدين علي من بعض شباب الناصرية. لم يخفوه، وهذا من طيبتهم، بل عبر عنه نيابة عنهم احدهم على الفيسبوك. تصور هؤلاء الشباب باني تحيزت لبنات بغداد أو لبغداد كلها مما اعتبروه طعنا لباقي محافظات العراق خاصة محافظتهم الناصرية. اعترف انني، بدافع الاختصار بالكتابة أو بسبب نسيان غير مقصود، لم اوضح بان ما قصدته باولئك المهوسون بعقدة "بنات بغداد" هم فقط الذين صار بيدهم شيء من السلطة (باور). وما طرحته يخص هؤلاء فقط وليس غيرهم. بدليل اني تحدثت عن شرطي وآخر احتل منصبا حكوميا. مهمة الشرطي الاولى في السيطرات هي ان يحمي الناس من الارهابيين والمفخخات والكواتم. والقصد الرئيس من وراء ما كتبته هو ان ذلك الشرطي الذي ترك نقطته وظل يحاصر صاحبي الشاعر ليفصح له كيف "يحصّل" بنات، قد فهم السلطة بشكل اعوج. فحاول تسخيرها لنزواته وغرائزه لا لحماية الناس وقد يتسبب بقتل ابرياء لانه منشغل بما ليس له علاقة بصميم عمله. فمن يحمي الناس يجب ان يشغل عقله وضميره بحمايتهم لا بشيء "آخر".عز علي زعل اهل الناصرية لان لها مكانا خاصا في القلب. فلولاها من كان سيغذي ارواحنا بذلك الغناء الشجي والكلمات العذبة التي حتى الآن تحيي ما يريد الظلاميون قتله فينا؟ أليست هي من انجبت اعمدة الغناء كحضيري وداخل وناصر حكيم وحسين نعمة وجبار ونيسة وابنه ستار وطالب القره غولي وكمال السيد وزهير الدجيلي وجبار الغزي وزامل وعريان والرائع الكبير كاظم الركابي و .. و ...؟ والله اخاف ان انسى اسما من مبدعيها لكثرتهم فيزعل أو تزعلون علي مرة أخرى.هؤلاء المبدعون كلهم جاؤوا للعيش ببغداد فمنحوها اجمل ما عندهم. وفي المقابل منحتهم هي كل ما فيها من رقة وامومة وحنان. ولا اظن ان خطر ببال أي منهم ان فكر "بضوك" أو "تحصيل" بناتها. والا فلا قدّموا أو تقدّموا.ويكفي الناصرية فخرا انها كانت هي الأخرى ملاذا للمطربين تمنحهم حق اللجوء الفني. ألم يلجأ اليها المطرب خضير حسن (مفطورة) ذو الاصول الكردية هربا من تشدد بيئته الاجتماعية والعائلية التي كانت تعتبر الغناء عيبا؟ صاروا يسمونه ابن الناصرية بعد ان احتضنه أهلها واحبوه. وهو من جانبه قابل تلك المحبة بان منح الناصرية صوته الشجي الذي صار علامة مميزة في دنيا الأغنية العراقية. ان هذا لوحده كاف ان يجعلني اضعها على رأسي وأن أحمل حبها صليبا في القلب لا على الكتف. انشاء الله صافي يا لبن.
سلاما ياعراق :للناصرية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 30 سبتمبر, 2011: 08:48 م