    بغداد / أكرم عزيز أحاديث وأقاويل كثيرة مازالت تدور في الأوساط العامة والحكومية حول شرعية الجامعات الأهلية وحقيقتها ومدى العمل بالشهادة الممنوحة منها، والأهم من ذلك هو أخذ أصوات الطلبة بالتعالي، شاكية ارتفاع الأقساط الدراسية فيها بشكل لا يتناسب مع الواقع المعيشي للطالب العراقي وقد يتصف بعضها بـ"الخيالي".
و بين هذا الارتفاع في الأجور الدراسية في الكليات الأهلية والمسائية الحكومية أيضا التي تثقل كاهل الطالب وأسرته، فان الطلبة يتساءلون هل هذه الكليات هي منبر للعلم والاستفادة أم أنها مجرد وسيلة للربح المالي على حساب المستوى العلمي؟! يشير احمد حسن طالب في إحدى الكليات الأهلية في بغداد الى ان اهم ما يعانيه الطلبة هو ارتفاع الأجور الدراسية في الجامعات الأهلية، فهي تتراوح ما بين مليون ونصف المليون وهناك جامعات تكون الأجور فيها مليوني دينار !! وهذه الأجور يمكن أن تعتبرها خيالية وكبيرة واجد نفسي محتارا في كل عام من اجل توفير هذه الأجور التي تثقل كاهل كل طالب ولاسيما أن الكثير من الشباب الذين منعتهم ظروفهم الشخصية أو ظروف أخرى عن إكمال مشوارهم الدراسي، لديهم الرغبة في إكمال الدراسة ولكن هذه الأجور تقف عائقا أمام تحقيق هذا الحكم خاصة أن أكثرهم عاطلون عن العمل أو (كسبة) وأصحاب عوائل لا يمكن لهم دفع هذه الأجور .وأوضحت الطالبة هديل كاظم: أن هناك ارتفاعا كبيرا في الأجور، حيث أننا ندفع أكثر من(2) مليون دينار، كأجور للعام الدراسي الواحد، ويدفع الطالب في كلية طب الأسنان أجورا تصل إلى(7) ملايين دينار للعام الدراسي، كما أن هناك رسوما عالية جدا تفرض على استحصال كتب التأييد من الكلية، يصل سعر الكتاب الى(15) ألف دينار، بينما الاعتراض على امتحان أية مادة دراسية، يكلف الطالب(35) ألف دينار.يقول الطالب سرمد عادل /مرحلة ثالثة في كلية المأمون : لا اعرف كيف سأتمكن من تسديد كل هذه الأجور حتى أتخرج من الكلية، فانا اعرف بان أهلي يرغبون بان أكون مهندسا ولكن في الوقت نفسه احملهم الكثير من الأعباء، فالمشكلة ليست بالأقساط بل المشكلة بشراء الكتب والمستلزمات الهندسية والنقل والمأكل وغيرها، إنها مشكلة مرتبطة بمشكلة أخرى وعلى أمل أن أعوضهم ولو بجزء مادي بعد التخرج. أما الطالبة (حنان ماجد) ، إعلام ، في كلية دجلة فتقول : لا يوجد فرق بيننا وبين طلبة الكليات الحكومية ،فالاختصاص الذي ندرسه هو نفسه الذي يدرّس في الجامعات الحكومية، ولكن الفرق يوجد في معدلات الطلبة، إذ هناك معدلات ضعيفة جدا، فيلجأ الطالب إلى هذه الكليات الأهلية على نفقته الخاصة. ومن جهته، قال (حسين حميد مجيد):الكليات الأهلية إنما هي مبالغ من المال مقابل الشهادة وهذه المبالغ السنوية مرتفعة جدا وتزداد عاما بعد عام، فلا يوجد الآن في العالم شيء يقدم بالمجان، فالكليات أيضا لديها التزاماتها المادية لموظفيها وعليهم تهيئة الأمور العلمية المناسبة من قاعات ومختبرات مناسبة وهذا الشيء يكلفهم الكثير من المال لذلك أصبح المال مقابل البكالوريوس.حددت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي معدلات القبول في الكليات والجامعات الأهلية للأقسام العلمية التي تراوحت بين 65 و85 في المئة للقبول في المجموعة الطبية وكليات الهندسة، نافية أن يكون القبول في الكليات بشكل عشوائي وبغض النظر عن المعدل.وقال رئيس قسم التعليم الأهلي في الوزارة الدكتور هزاع داود سلمان في تصريحات صحفية  : إن قسم القبول المركزي قرر تحديد معدلات القبول في الكليات الأهلية للأقسام العلمية إذ سيتم قبول الطلبة الحاصلين على معدل 85 في المئة في كلية طب الأسنان، ومعدل 80 في المئة للقبول بكلية الصيدلة في كليات اليرموك والرافدين في بغداد، وكلية الهندسة التي تتطلب الحصول على معدل 65 في المئة، للقبول في أقسامها كافة، مع العمل بمبدأ التنافس بين المتقدمين بهدف تحقيق العدالة.أما الكليات الإنسانية، التي تشمل القانون والإدارة والاقتصاد والآداب والتربية واللغات بجميع أقسامها، فتم، بحسب الدكتور هزاع، تخويل الجامعات تحديد معدلات المتقدمين وتوفير الأجواء الدراسية المماثلة في التعليم الحكومي، كمناهج وقاعات دراسية ومختبرات علمية، محددا في الوقت نفسه أعمار المتقدمين للقبول في الكليات الحكومية بعمر 25 عاما، و30 عاما للكليات الأهلية بالنسبة للمتقدمين للدراسات الصباحية.وفي ما يتعلق بارتفاع الأجور الدراسية، اكد ان وزير التعليم العالي علي الاديب قرر مؤخرا تحديد الأجور الدراسية لطلبة الكليات الأهلية بزيادة نسبة 15 بالمئة بعد أن كانت 25 بالمئة.وحذر سلمان الطلبة من التسجيل في أية كلية أهلية إلا بعد التأكد من قانونيتها وشرعيتها العلمية.يشار إلى أن الوزارة اعترفت مؤخرا بثلاث كليات أهلية ليصبح عدد الكليات التي استوفت شروط الاعتراف 29 كلية، موزعة على محافظات البلاد كافة.