عواد ناصر فاجأني الاسم (اسم الحانة) قلت: لديهم، مثل لدينا: "واويْ" عتيقْ بفضول عراقي شاعر قلت: لأدخلْ كانت شلة أشخاص هرمين يخوضون نقاشاً محتدماً حول الموتْ (هل مات "الواوي" أم أن الواوي يتربص بالأشخاص الهرمين؟)
سألت النادلة البيضاء، البضة والغضة (حتى لو كانت متهدلة الثديين قليلاً): كأس نبيذٍ أبيضْ،ليس هنالك من لون لنبيذ العالمِ، فالأبيض يعني الأصفر مختلطاً بالعسلي وشيء من فرح العنب الأبيضِ إذ تنتاب الإنسان المهجور هموم سودْ..درت بأركان الحانة بحثاً عن ذاك الواوي،ثمة شيخ حسن الهندام نظيف الكفين، يجلس وحده،يتطلع عبر النافذة الغبشاء إلى أمسية كسلى تعبر درباً ملتوياً يصل الحانة بالمتنزه،يتدحرج من بين يديه ضجرٌ وأقاويلُ مغمسةٌ بالخلِّ،أكان الشيخ الجالس وحده هو ذاك الواوي؟!لا أدري،لكني حييته CHEERS = بصحْتكْ!ردّ: سيماؤك تنبئ عن رجل عربيّ قحّ.. كدر الروحوثمة امرأةٌ تركت وشماً أسود تحت أذين القلب الأيسروعلى عينيك تلوح بلادٌ طردتك،ولكن لا تثريب عليك، فأنت طردت بلاداً لا تأبه بالمنفردين الماشين على حافات الألم الصعب،هل أدرك هذا "الواوي" أحزان العربي ينوء بكتفٍ مائلةٍ وهو يسير على حافات الألم الصعبِ؟هنا، أدركت – أنا أيضاً – أن الشيخ، نظيف الكفينِ، هو "الواوي"،بل "واويْ" عتيقْ،يقرأ وشماً أسود تركته امرأة تحت أذين القلب الأيسر،والدنيا محض طريقْ.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ*الواوي هو الثعلب بالدارجة العراقية وأظنه نحتاً من "ابن آوى". لندن 11 آب 2011
حانة "الواوي" العتيق OLD FOX
نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 06:57 م