المدى الثقافي الجدل الذي أثير مؤخراً، حول مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية الذي من المقرر أن ينطلق عام 2012، ردود أفعال متباينة، تكاد تطيح به كمشروع وطني، يسهم بلا شك في عودة العراق لممارسة دوره الثقافي المهم..وعلى الرغم من بدء العد التنازلي لانطلاق المشروع،
فان الخلافات التي نشبت بين الأطراف المعنية بإقامته، تطرح احتمال الفشل في إقامته.. فبينما يرى رئيس لجنة المنظمات الثقافية في المشروع جواد الكرعاوي أن الاستقالات هي ((صرخة نسمع بها كل المهتمين بالعراق من أن الحكومة المركزية واللجنة العليا لإدارة المشروع غير مهتمة ولا تفكر إلا بدورها من ناحية الإعلام فقط)).. يرى عضو لجنة الثقافة والإعلام النائب علي الشلاه "إن هذه الاستقالات ليست بسبب تبادل الاتهامات بين المحافظ واللجان المشرفة على المشروع، بل بسبب الرؤية التي انتهى إليها وزير الثقافة بأن هذه اللجان التي تدير الفعالية ليست ذات اختصاص"..وزارة الثقافة أوكلت مهمة الإشراف على المشروع إلى وكيل الوزارة طاهر ناصر الحمود للتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة لإنجاز العمل في الوقت المحدد.مدير عام دائرة العلاقات الثقافية في الوزارة عقيل المندلاوي قال للمدى رداً على سؤال حول دور وزارة الثقافة في المشروع: في الحقيقة مشروع الاحتفاء بالعواصم الثقافية الإسلامية والعربية، مشروع جديد على المؤسسات الثقافية العراقية ومنها وزارة الثقافة، كما تعلمون المشروع فيه شقان، الشق الأول هو شق المشروع الاستثماري وإقامة المشروعات في المحافظة وهنالك شق ثان يتعلق بالمشاريع الثقافية، المشاريع الاستثمارية طبعا تخضع لتعليمات العقود الحكومية، وهي تعليمات صارمة ،ورغم ذلك إن الوقت المتاح الذي هو بحدود سنتين منذ إقرار الموازنة الذي اخذ بحدود سبعة أشهر حتى وصلت إلى موازنة المحافظة، هذه الإجراءات الإدارية والمالية الروتينية والبيروقراطية الحكومية، كبلت القائمين على هذا المشروع، بشقيه الاستثماري والثقافي.وأضاف المندلاوي :في المشاريع الثقافية يوجد لدينا مشروع اسمه التبويب الخماسي، وأشار إلى أن أي صلاحية استثنائية خارج هذا التبويب الخماسي لا يملكها حتى رئيس الوزراء، أو مجلس الوزراء.إن مشروع الاحتفاء بالنجف عاصمة للثقافة الإسلامية في 2012 حسب رأيي المتواضع ينبغي أن يستثنى من تعليمات التبويب الخماسي في صرف الموازنة التشغيلية.رئيس لجنة المنظمات الثقافية في المشروع جواد الكرعاوي قال " الحكومة المركزية تتدخل في كل عمل اللجان، بحيث أنها تتدخل في مفاصل صغيرة من العمل، فنحن نجد أن الحكومة المركزية حريصة على أن يكون المشروع مشروع مجلس الوزراء لا اللجنة العليا " .وعن دور وزارة الثقافة في المشروع قال " وزارة الثقافة غائبة تماما عن المشروع من الناحية الفعلية وحاضرة بالأسماء فقط، والدليل على ذلك التغييرات الكبيرة وتبديل الأسماء الذي يأتي إليها من مجلس الوزراء ولا تصدر حقيقة من وزارة الثقافة " .وبين أن " أسباب الانسحاب كثيرة منها :انه منذ انطلاق المشروع والى الآن فان اللجنة العليا لمشروع النجف عاصمة الثقافة الإسلامية مربكة بالعمل ولم تجتمع مرة واحدة ،ونحن سبق وان قدمنا استقالتنا ككتلة الأحرار من لجان المشروع ،وكان احد الأسباب هو عدم اجتماع اللجنة ولكن لحد هذه اللحظة لم تعقد اجتماعا واحدا " .وتابع قائلا " كما إننا لا نعرف من هو المسؤول الأعلى باتخاذ القرارات هل هي الحكومة المركزية أم اللجنة العليا للمشروع ،يضاف لها كثرة التغييرات والتبديلات التي تحصل في اللجان مما جعلها مربكة وغير عارفة بما يتوجب عليها عمله ،فحتى هذه اللحظة هناك أسماء تضاف وأخرى تحذف " .وأوضح أن من أسباب " انسحاب كتلتنا هي المشاكل المالية والمعرقلات في صرف المبالغ ،فلا يمكن إنجاح المشروع بالآليات المتبعة حاليا ،وهي آليات غير عملية وبحاجة إلى تغيير ولو بسيط".وشدد الكرعاوي على أن انسحاب كتلة الأحرار من المشروع " لا يعني معارضتنا أو وقوفنا بوجه المشروع بل سندعم المشروع حرصا منا على إنجاحه من خلال المراقبة والمتابعة المستمرة".وعن دور المثقفين في هذا المشروع تحدث الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين قال: الحقيقة نتابع منذ فترة التحضيرات الجارية لإنجاح مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية وسبق لاتحادنا العام أن استضاف وفدا من اللجنة التحضيرية للتشاور حول آفاق النشاط الثقافي وكان الوفد يتكون من السيدة بتول فاروق عضو مجلس النواب الحالي كما شاركت شخصياً في بعض جلسات الترجمة التي عقدت في النجف كما شارك اتحاد أدباء النجف منذ البداية في تنظيم عدد من الفعاليات والأنشطة الثقافية لكننا كنا نسجل مأخذاً أساسيا على اللجنة التحضيرية يتمثل في إقصاء المثقفين والفنانين والأدباء للتمثيل في اللجنة التحضيرية العليا التي ضمت أساسا مجموعة كبيرة من المدراء العامين وأعضاء مجلس محافظة النجف وربما عدداً من المسؤولين الأمنيين وهذا أدى إلى غياب المنظور الثقافي الشامل.المطلوب إنجاح مثل هذه الفعالية، كما أن هذه التشكيلة
مزايدات سياسية.. وتغييب للمنظور الثقافـي
نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 07:06 م