عبد الزهرة المنشداوي مما يؤسف له ان وسائل الاعلام لدينا، تكاد تطالعنا في كل فترة عن اعمال لصوصية ليست من النوع الذي ألفناه من قبل. سرقة بنوك وتزوير وشركات استثمارية وهمية تستولي على اموال بسطاء الناس. لصوص اليوم غير لصوص الامس. يبدو ان التغيير والتطور واستخدام التكنولوجيا الحديثة انعكس بصورة جلية في هذا المضمار اكثر مما انعكس على تنفيذ المشاريع العمرانية واعادة البنى التحتية التي يشكو منها المواطن للآن.
يمكن تقسيم اعمال اللصوصية في العراق الى قسمين: منهم من اختص بسرقات ضخمة شملت اقتحام البنوك بقوة السلاح والاستيلاء على ما في خزائنها من اموال ضخمة، كذلك التصدي لافراد اللجان في الدوائر بعد إن يتم رصدهم في اوقات معينة وبحوزتهم اجور الموظفين في المؤسسات.rnحدثت سرقات عديدة من هذا النوع ولا تزال واخرى يعلن عنها في حينه. اعمال اللصوصية المعتادة من سرقة دور مواطنين وسرقة سيارات وحتى ذهبية واجهزة كهربائية منزلية خفت بعض الشيء في الآونة الاخيرة لانشغال الاخوة المعنيين بالعمل (على ما خف حمله وغلى ثمنه).rnعديد من المواطنين وفي مناطق مختلفة تحدثوا عن عودة اللصوصية من النوع الثاني اي (لصوص سرقة الدور) في مناطق البياع والعقارات في شارع فلسطين والعبيدي وتتركز اكثر في المناطق التي يطلق عليها (الحواسم).rnالفوضى التي سادت مجتمعنا في الآونة الاخيرة وقيام مجمعات عشوائية على اطراف المدن بصورة ملفتة للنظر، ناهيك عن تركيز جهود الاجهزة الامنية على مطاردة فلول الارهاب، والجماعات المسلحة، فسح المجال لأن يعود لصوص الدور السكنية ثانية للواجهة ،ونعتقد بان اخبارجرائمهم ستترى ولاسباب عديدة اضافة الى ما ذكرناه منها، شيوع البطالة وخلو هذه المناطق من مراكز الشرطة التي يمكن لها المتابعة ورصد المشكوك بأمرهم او من اصحاب السوابق.rnحدثني احدهم من عاصر فترة الخمسينيات بالقول ان السرقات التي تحدث وهي قليلة قياسا الى ما يحدث اليوم كانت سرعان ما تنكشف لدى اجهزة الشرطة، يساعد على كشفها والقاء القبض على الجناة من كون المشتبه بهم في منطقة من المناطق يعدون على اصابع اليد الواحدة لذلك فإن اول اجراء تقوم به الشرطة عند اشعارها هو جمع هؤلاء والتحقيق معهم وسرعان ما يكتشف الجاني الا في حالة هروبه الى مكان اخر عندها تتوقف الاجراءات على عامل الزمن ليس الا.rnمن كل ذلك اردنا لفت نظر اجهزتنا الامنية الى هذا الامر قبل ان يستفحل. ان تعد العدة لمكافحة لصوص الامس الذين عادوا تحت ستار الليل لممارسة عمل سرقة المنازل ولاستيلاء على ما خف حمله وغلى ثمنه.
شبابيك: عودة اللصوص

نشر في: 26 سبتمبر, 2009: 06:46 م