TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :والرأي عند "شجاعة" النواب

كتابة على الحيطان :والرأي عند "شجاعة" النواب

نشر في: 1 أكتوبر, 2011: 09:29 م

 عامر القيسي يتضح من المشهد الداخلي لمجلس النواب ان معظم النواب لاحول لهم ولا قوة ، وهم عادة ما يكونون تحت ابط ومواقف رئيس الكتلة أو التجمع، وسمعت شخصيا من أكثر  من نائب أن التصويت بالنسبة لهم محنة وإحراج ، ففي كثير من الأحوال تختلف رؤية ووجهة نظر النائب عن رئيس كتلته ،
ومع ذلك يصوت تأييدا لموقف رئيس الكتلة الذي يصله في الكثير من الأحيان عن طريق الموبايل ، خصوصا وان المجلس قد منح لرؤساء الكتل حق الغياب الابدي بسبب مشاغلهم خارج العراق وهم رؤساء كتل داخل العراق  !! ان الدخول الى كتلة سياسية لأغراض انتخابية أو اصطفافات محددة  لا يعني الغاء  المجموع لحساب الفرد ،  وفي كثير من الاحيان يكون موقف رئيس القائمة خاطئا مثل عين الشمس كما يقال ، ومع ذلك يضطر اكثر اعضاء الكتلة  الى الاقتناع بـ " حشر مع الناس عيد " ، وفي بعض الاحيان تشهد هذه الكتل انشقاقات واضحة وصريحة بسبب تحكم رئيس الكتلة بكل صغيرة وكبيرة مما يؤدي الى الغاء شخصية الاخرين على المستوى الشخصي والسياسي .البعض يطالب باستخدام اجهزة التصويت الالكترونية التي صرفت عليها مبالغ طائلة ، تخلصا من الحرج وتماشيا مع روح العصر واختصارا للوقت ، وهذا شيء مفهوم وصحيح في ظل الديمقراطيات الراسخة والتي يستطيع فيها النائب ان يرفع يديه تصويتا او رفضا كما يستعمل الجهاز، اي ان استعمال جهاز التصويت الالكتروني قد اخترع لتنظيم العمل وليس لحماية النائب من الخوف او الجبن ، المثير للسخرية ان كافة المطالب باستخدام جهاز التصويت تبرر ذلك حماية للنائب ومنحه الحرية للتعبير عن افكاره!بربكم كيف يستطيع نائب ان يبني دولة ويقود شعبا ويدافع عن الأصوات التي اجلسته على كرسي البرلمان وهو انسان خائف ومنزوع الإرادة!! أنا شخصيا وفي هذه الظروف لا أؤيد استخدام الجهاز ، وارفع صوتي عاليا  بأن الشعب في هذه المرحلة لا يحتاج الى هذا النوع من النواب ، فهو يحتاج الى النائب الشجاع الذي لا تردعه في الحق لومة لائم ، نائب يقف بشجاعة امام جمهوره ويعلن عن وجهة نظره بالأحداث ، الشعب لا يريد نائبا يضع افكاره ، ان كانت لديه افكار ، في جيب سرواله الخلفي مضحيا على اقل تقدير بشخصيته المعنوية من اجل امتيازات النائب وهي عبارة عن حفنة من الملايين !نحن نعرف جيدا ان التصويت العلني قد غير الكثير من اتجاهات الرأي داخل البرلمان ، وهذا ليس الفضيحة الوحيدة في  مشهدنا السياسي ، وان الكثير من النواب اعلنوا مواقف صريحة فيما بعد التصويت خارج البرلمان وهذا اكثر ارباكا للعملية السياسية . والقسم الآخر انشق عن الكتلة الأم  .. إذن دعوا عملية الفرز تتواصل حتى نصل الى النائب الذي يقول ما يفكر به هو لاما يفكر به رئيس الكتلة الذي غالبا ما يرسل مواقفه عبر الـ sms!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram