TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > ملاحظات حول مهرجان هولير المسرحي الدولي

ملاحظات حول مهرجان هولير المسرحي الدولي

نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 08:18 م

د. سامي عبد الحميد أقامت وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان مهرجاناً مسرحياً دولياً للمدة من 18 إلى 24 أيلول شاركت فيه فرق وأفراد من عدد من الدول الأوروبية مثل :السويد وألمانيا وسويسرا وإيطاليا واليونان وبولندا، ومن بغداد شاركت مجموعة ورشة التمرين المستمر بقيادة هيثم عبد الرزاق ،ومن كردستان شاركت فرقة أحمد سالار، فيما شاركت مجموعة كردية من إيران بعرض مسرحي للهواة.
ومن ملاحظاتنا على هذا المهرجان الأول من نوعه في أربيل ما يأتي: أولاً- سبقت مدينة السليمانية مدينة أربيل بإقامة مهرجان مسرحي دولي ولا أدري لماذا، ربما يكون الجواب في أن المسرحيين في السليمانية أنشط  من مسرحيي أربيل.ثانياً- اختلفت طبيعة الفرق والمجموعات المشاركة، فمنها ما تصنف على المحترفين ومنها ما تصنف على الهواة ومنها ما تصنف على المبتدئين ،ومثل هذا الاختلاف بالطبع ينعكس على نوعية العروض المسرحية ومستواها ويصعّب من مهمة أعضاء لجنة التحكيم التقويمية.ثالثاً- كانت عروض المونودراما هي الغالبة على برنامج المهرجان، ويرجع السبب على الأرجح إلى الإقلال من النفقات- أقصد نفقات الاستضافة ونفقات الإنتاج والعرض.رابعاً- استغربنا قلة عروض المسرح الكردي حيث اقتصرت على عرض واحد لمسرح سالار ولم تشارك أية مجموعة من السليمانية ولا من دهوك ،مع أن عدداً من المسرحيين من تلك المحافظتين قد حضروا كضيوف.خامساً- كان بودّنا أن تشارك في المهرجان أكثر من مجموعة واحدة من بغداد أو مجموعات من محافظات العراق الأخرى تعبيراً عن وحدة الشعب العراقي وتبادل الثقافات المتعددة.كانت مسرحية الأم كوراج للألماني برتولد بريخت والتي قدمتها فرقة من ألمانيا وأخرجها مخرج من آيسلاندا ،أبرز الأعمال في هذا المهرجان وخصوصاً بقراءة المخرج الجديدة لتلك المسرحية المشهورة التي تدين الحروب وويلاتها ،فقد تميز العرض بأداء متقن للممثلين وبديكور مسرحي وبفواصل موسيقية مناسبة ولمشاهد تأويلية مؤثرة، وكانت مسرحية الديمقراطية في الشرق التي قدمتها مجموعة ورشة التمرين المستمر وأخرجها هيثم عبد الرزاق وشارك في تمثيلها مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة، قد حصلت على استجابة قوية من قبل الجمهور أهّلها لأن تحصل على جائزة مناصفة مع المسرحية الألمانية. لقد اتسم عرض المسرحية بحيوية مثيرة للممثلين وبإيقاع سريع وبحركات وتعاملات مع الكراسي حملت دلالات واضحة عن النزاع على السلطة، وقد أشار البعض من المشاهدين إلى أن المسرحية تنتمي إلى مسرح الشارع ،حيث عرض هيثم عبد الرزاق مسرحية في الهواء الطلق في باحة معهد الفنون الجميلة في أربيل.ولقد لفت انتباهنا عرض مسرحي شيق لفاضل الجاف عميد كلية الفنون في جامعة صلاح الدين سماه ألف ليلة وليلة كان قد قدمه في أحد مسارح السوبر وعرض لنا مصوراً بالفيديو ومعكوساً على الشاشة وتميز العرض الذي عتمد على ثلاث حكايات من ألف ليلة وليلة بالشفافية والفانتازيا وخفة السرعة ورشاقتها خصوصاً في عدد من الرقصات التي أسبغ عليها المخرج طابعاً شرقياً ،ولعل المناظر والأزياء التي صممتها فنانة سويدية قد أضافت الكثير من الجماليات على ذلك العرض وكنت أتمنى، بل طلبت من المخرج أن يحقق عرضاً مشابهاً مع عناصر فنية من العراقيين ومن الكرد بالذات.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram