رعد الرسام ميسان عقد نادي الشعر في اتحاد أدباء وكتاب ميسان أمسية ثقافية نقدية للأديب الدكتور عبد الهادي جاسم الطعان الذي قدم قراءة نقدية مقارنة بعنوان ( صورة المُخبر بين السياب والبياتي ) ، في مستهل الأمسية التي شهدت حضورا لافتا لأدباء ومثقفي المحافظة تحدث مقدم الأمسية الشاعر نصير الشيخ مستعرضا جانبا من معوقات المشهد الثقافي في ميسان مركزا على افتقار اتحاد أدباء المحافظة لمبنى يحتضن نشاطاته مضيفا "
ما زال المكان هو العقبة الكأداء والمستمرة الحضور في مسيرة الحركة الأدبية والثقافية عموما لهذه المدينة التي تغفو على أحزان شعرائها .. ترى كم سيستمر نزيف الانتظار للحصول على مكان نخلد فيه الكلمة وصوت الشاعر وهو يرسم ملامح الغد ؟؟ لا شيء يتغير .. هم هناك مشغولون بمحاصصاتهم ، ونحن هنا نعيد رسم عراق بهي " وعن موضوعة الامسية قال الشيخ ان الطعان سيتناول في قراءته النقدية ملمحا من ملامح الشعر العراقي المعاصر - مرحلة الريادة تحديدا ، تلك المرحلة التي افرزت جملة طروحات ومفاهيم شكلت أطرا لتجاوز كل ما هو ستاتيكي وقديم. منتقيا صورة المخبر في المنجز الشعري لشاعرين كبيرين متعاصرين هما السياب والبياتي . بعد ذلك تلا الطعان ورقته النقدية التي استقرأ فيها نماذج شعرية من نتاج الشاعرين في تناول شخصية المخبر ليخلص إلى تباين رؤية ولغة وأسلوب كل منهما عن الآخر ،مشيرا إلى أن السياب وفق في تقديم المخبر عبر خطاب شعري غاص في أعماق هذه الشخصية وسبر غورها ليكشف عن حقيقتها الأنانية المقيتة المتسمة بالخبث والكراهية و انعدام الضمير ، مسترسلا " لقد استطاع السياب أن يكشف عن الذات الأخرى للمخبر أو بعبارة أدق كشف عن كينونته الإنسانية ليجعل منه بطلا تراجيديا يجعل المتلقي يشعر تجاهه بالشفقة مع ما فيه من صفات بغيضة " فيما وصف الطعان تجربة البياتي في تناول شخصية المخبر شعريا بأنها افتقدت الرؤية الموضوعية وغلب على لغتها الحماس السياسي المكشوف مضيفا " نلمس في خطاب البياتي الشعري وهو يتناول شخصية المخبر انخفاض منسوب الشعرية إلى حد الجفاف وغلبة النبرة الخطابية الشعاراتية إلى حد النثرية التقريرية مما فسح المجال للأيدلوجيا أن تحضر وبقوة على حساب جمالية النص " مؤكدا أن البياتي مسخ شخصية المخبر بإسقاط رؤيته الأيدلوجية عليه ، ولم يسمح له بحرية التعبير عن نفسه كما فعل السياب مع مخبره.
صورة المخبر بين السيّاب والبياتي فـي أمسية لأدباء ميسان
نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 08:20 م