TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كيف نقضي على ظاهرة التســرّب المدرسي؟

كيف نقضي على ظاهرة التســرّب المدرسي؟

نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 08:26 م

إياد مهدي عباس كان تردي الأوضاع الاقتصادية وعدم جدوى الشهادة الدراسية أهم العوامل والأسباب التي واجهها المجتمع العراقي في السنوات الماضية والتي أدت إلى تفشي ظاهرة التسرب من المدرسة ما اضطر الكثير من الآباء إلى إرغام أبنائهم على ترك الدراسة والعمل لمواجهة حالة الفقر التي كانت تعانيها شرائح كبيرة من المجتمع العراقي.
اليوم نشهد انحساراً في هذه الظاهرة إلا إنها مازالت موجودة بصور مختلفة ،فمع بداية العام الدراسي يتوجه التلاميذ نحو مقاعد الدراسة من اجل إكمال دراستهم بينما يعزف البعض عن الالتحاق بمدارسهم نتيجة لعوامل مختلفة لنشهد حالة التسرب من المدرسة والتي يعرفها اليونسيف بأنها ( عدم التحاق الأطفال الذين هم بعمر التعليم بالمدرسة أو تركها دون إكمال المرحلة التعليمية التي يدرس بها بنجاح ، سواء كان ذلك برغبتهم أو نتيجة لعوامل أخرى ، وكذلك عدم المواظبة على الدوام لعام أو أكثر). وتعاني معظم دول العالم من ظاهرة التسرب المدرسي ولكن بدرجات ونسب متفاوتة حسب ظروف البلد، لذلك نلاحظ اختلاف تعريف هذه الظاهرة بين دولة وأخرى وحسب السياسة التربوية في كل دولة حيث تعرفها بعض الدول بأنها (ترك التلميذ للمدرسة قبل إنهاء الصف السادس الابتدائي) ، فيما يشمل في دول أخرى ( كل تلميذ ترك المدرسة قبل إكمال المرحلة المتوسطة)، وتذهب بعض الدول في أن التسرب ينطبق على (كل تلميذ ترك المدرسة قبل إكمال المرحلة الثانوية) .. علماً أن هناك عدداً من الدول لم توثق أنظمتها التعليمية مفهوم (التسرب المدرسي) .ويتسبب التسرب المدرسي بضياع فرص التعلم على الأطفال المتسربين ما يؤثر سلبا على التنمية البشرية والاجتماعية ويتسبب في إنتاج شريحة غير مؤهلة للتواصل مع المجتمع بل قد تكون مضرة له بصورة كبيرة.من اجل ذلك وجدت الدول ضرورة وضع القوانين والإجراءات التي من شأنها الحد من هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع من خلال إيجاد عقوبات مختلفة تترتب على ولي الأمر في حالة تسرب ابنه ، ففي بريطانيا مثلاً تصل هذه العقوبة إلى نزع الحصانة ، أو بغرامة مالية عالية ، أو حتى السجن أحياناً. ولو بحثنا عن أسباب ظاهرة التسرب في مجتمعاتنا سنجد أن هناك الكثير من الأسباب أهمها ضعف الوعي الثقافي لدى بعض الأسر والذي يجعلهم لا يدركون مدى الضرر الذي يلحق بأبنائهم من جراء انقطاعهم عن المدرسة .وبالمقابل نجد أن هناك ضعفاً في مستوى الإدارة المدرسية الثقافي والتربوي ، فبعض الإدارات لا تتابع حالات الغياب بشعور من المسؤولية حسب ما نص عليه النظام المعتمد ، وضعف العلاقة بين المدرسة والمنزل ، بالإضافة إلى أن اختيار الإدارات على أسس غير تربوية ينعكس على المعلمين والعلاقة في ما بينهم ، وبالتالي سوء معاملة التلاميذ مما يؤدي بهم إلى كره المدرسة .وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى التسرب المدرسي منها: نفور التلميذ من المدرسة لأسباب كثيرة منها بعد المدرسة عن المنزل أو عدم التأقلم مع الزملاء وسوء المعاملة من بعض المعلمين وصعوبة المنهج الدراسي خاصة على التلاميذ الذين تم ترحيلهم إلى صفوف أعلى بدون استحقاق .وتلعب الأسباب الاقتصادية دورا كبيرا في ازدياد تفشي ظاهرة التسرب المدرسي، حيث يعد التعليم عبئا على بعض الأسر التي لا تستطيع تلبية متطلبات الدراسة لا سيما تلك الأسر التي يعاني الأب فيها من البطالة فيقوم بتشغيل أبنائه ويجبرهم على ترك الدراسة.  السؤال هنا كيف نقضي على ظاهرة التسرب المدرسي ؟ الجواب هو عبر معالجة الأسباب التي ذكرناها وتوفير الأجواء الدراسية المناسبة وعبر توعية وتنوير المجتمع بحق الطفل بصورة خاصة والإنسان بصورة عامة في التعليم، حيث نصت المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ما يأتي : (( لكل شخص حق في التعليم ، ويجب أن يوفر التعليم مجاناً ، على الأقل في مرحلتيه الابتدائية والأساسية ، ويكون التعليم الابتدائي إلزامياً ، ويكون التعليم الفني والمهني متاحاً للعموم ، ويكون التعليم العالي متاحاً للجميع تبعا لكفاءتهم)).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram