TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الدفاع عن الطغاة.. بحثاً عن الشهرة

الدفاع عن الطغاة.. بحثاً عن الشهرة

نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 08:32 م

إيمان محسن جاسم مشاهد كثيرة في مصر ما بعد 25يناير تشبه ما جرى في العراق بعد 9 نيسان 2003 ، خاصة ما يتعلق منها بسيناريوهات المحاكم للنظام السابق ومحاولة البعض استغلال هذه المحاكمات لقضايا شخصية بحتة خاصة ما يتعلق منها بجانب الدفاع عن المتهمين .
وقرأت في اليومين الأخيرين في وجه الكثير من أبناء مصر حالة حزن وألم لوصول عدد من المحامين من دولة الكويت للدفاع عن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي يحاكم الآن في مصر عن تهم فساد وقمع للمتظاهرين واستغلال المنصب . والهدف المعلن لفريق الدفاع الكويتي  يتمثل بإثبات براءة الرئيس المصري السابق ،و إن فريق المحامين الكويتيين جاء "لرد الجميل لمبارك" وهذا الجميل يتمثل بموقف مصر في حرب تحرير الكويت عام 991. وهنا مبعث ألم الكثير من أبناء مصر،حيث إن هذا الموقف لمحامين من الكويت يجعلهم ينظرون لمصر على إنها حسني مبارك وبالعكس ، متناسين بأن ما يحاكم عليه مبارك الآن ليس إرساله الجيش المصري لتحرير الكويت ، بل هو يحاكم عن جرائم وفساد ذهب ضحيتها الشعب المصري، وبالتالي فإن وجودهم يثير حفيظة الشعب المصري أولاً ، خاصة إن الهدف المعلن من دفاعهم يتمثل ببراءة الرئيس السابق، وهذا يعني بأن ضحايا مبارك خاصة في أحداث الثورة سيكونون أيضاً ضحايا لما بعد الثورة، وقد يكون من بين ضحايا نظام مبارك من شارك بحرب تحرير الكويت عام 1991.وعندما وجدت هذا الألم يعتصر وجوه الكثير من مثقفي مصر وشبابها عن هذا الموقف، شعرت بحجم الظلم الذي عانيناه في السنوات الماضية خاصة في فترة محاكمة الطاغية المقبور حيث تواجد عدد من المحامين العرب للدفاع عنه ،ومنهم من مصر والأردن وقطر وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية ، وكانت محاكمة طاغية العراق عن جرائم اقترفها بحق الشعب وهي حالة تشابه ما يحدث الآن في محاكمة مبارك.وأجد بأن فريق الدفاع سواء في حالة صدام أو مبارك ، باحثون عن الشهرة الإعلامية أكثر مما هم فعلاً يتمسكون بالدفاع عن المتهم الذي تطوعوا لأجله ، وبالتأكيد من شاهد محاكمات صدام يكتشف بأن كل الذين تطوعوا للدفاع عنه كانوا باحثين عن الشهرة ،بدليل إن أغلبهم كتب مذكرات بهذا الصدد ويرتزق منها في دول عديدة.  لهذا فإن تطوع محامين من الكويت للدفاع عن مبارك يجعلنا نستنتج بأن العرب مازالوا ينظرون نظرة قاصرة ودائماً ما يربطون بين الحاكم والدولة ،بل ويغلّبون الحاكم على كل شيء بما فيها الدولة ورمزيتها وهيبتها.فإن عملية رد الجميل ممكن أن تكون لمصر كدولة وشعب وقوات مسلحة وليس لشخص واحد، وإذا ما وجدنا بأن فريق الدفاع الكويتي يريد ردّ الجميل لمبارك فإنه بهذا القرار يدين الرئيس من حيث لا يشعر، لأنه سيؤكد دكتاتورية مبارك في اتخاذ القرار المصري بإرسال قوات لتحرير الكويت  آنذاك ، والأجدر هنا أن يتم النظر للأمور على أنه قرار مصري وليس قرار مبارك، وبالتالي فإن مصر أولى بالدفاع عن حقوقها . ونحن بهذا التصرف نرتكب جملة من الأخطاء الفكرية قبل أن تكون سياسية، أولها بأننا لم نحترم إرادة الشعب المصري كما لم تُحترم من قبل إرادة الشعب العراقي في محاكمة من أساء للسلطة في البلد وجر البلد لدمار حقيقي مازالت شواهده نعيشها يومياً ،ووجدنا العشرات من المحامين يهبّون للدفاع عن الطاغية ليس حباً به بل حباً بالشهرة والضوء الإعلامي الذي هم بالتأكيد يفتقدونه في حياتهم المهنية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram