TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :صـــدام جــاعـد

نص ردن :صـــدام جــاعـد

نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 09:38 م

 علاء حسن في صحوة ضمير متأخرة اعترف الرفيق السابق "أبو عروبة" أمام من شهد تحولاته العقائدية والايدولوجية  بأنه كان سببا في اعتقال  بائع نفط من أهالي حي الحرية في بغداد مطلع عقد الثمانينات  وخضوعه لعقوبة السجن خمس سنوات بتهمة المساس برموز الدولة، والحكاية بحسب رواية الرفيق السابق، انه سمع بائع النفط يشتم رئيس النظام بقوله:
"اشتعلوا أهلك صدام" والشتيمة حفزت "أبا عروبة"  انطلاقا من شعوره الوطني، ودفاعه عن امن البلد من المتآمرين وأذنابهم، فكتب تقريره على الفور، وبعد مرور اقل من أربع وعشرين ساعة، اعتقل بائع النفط، وأثناء التحقيق  قال انه كان يقصد أهله،  لأن اسمه "صدام جاعد زغير " ولا يقصد أحدا معينا  أو مسؤولا  في الدولة، وإنما كان يندب حظه عندما عجز حصانه عن جر عربة النفط، وبرغم ما ذكره ابن جاعد وتكرار شتيمته لأهله وأجداده أمام المحققين، أحيل إلى القضاء، فصدر بحقه حكم بالسجن خمس سنوات.حكاية أبي عروبة مع بائع النفط،أخذت تتكرر هذه الأيام في بعض أحياء العاصمة بغداد، عندما  وضعت الأجهزة الأمنية أرقام هواتف على الجدران الكونكريتية وبالقرب من سيطرات التفتيش لاستخدامها من قبل المواطنين  للإدلاء بمعلومات عن أشخاص مشتبه بهم يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية. وعلى طريقة  أبي عروبة، أخذت الجهات الأمنية  في حي العامل والشرطة الرابعة  والبياع والجهاد  تقوم بمداهمات لاعتقال المشتبه بهم في ساعات متأخرة من الليل، استنادا لمعلومات استخبارية تقدم بها مواطنون،   بمعنى آخر  معلومات يقدمها مخبرون سريون تنطلق من دوافع كيدية وثأرية، "ولعب زعاطيط"، كما عبر عنها احد  الأشخاص من حي الجهاد الذي قال إن ابنه البالغ من العمر 16 عاما تعرض للاعتقال،  بتهمة زرع عبوات بالقرب من شارع المطار، وتبين في ما بعد إن المعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية جاءت من زميل لابنه أراد الانتقام منه  بعد حصول مشاجرة بينهما على عائدية طير، وان ابنه وزميله المخبر السري " مطيرجية ". متسائلا هل من المعقول اعتماد  الأجهزة الأمنية  معلومات يقدمها  "مطيرجي"؟! في "العراق الجديد "  تخلى الرفيق " أبو عروبة" عن كنيته السابقة واختار أخرى جديدة تنسجم مع توجهاته وأفكاره، لأنه  انتسب إلى تنظيم سياسي مشارك في الحكومة، ولكنه لم يتخلص من عقدة بائع النفط "صدام جاعد زغير" فالرفيق السابق  ظل مصرا  على أن يكون واحدا من أنشط المخبرين السريين، للدفاع عن الأمن الوطني، والوقوف بحزم ضد من يحاول المساس بهيبة الدولة ورموزها، وعلى وفق  أسلوبه السابق في كتابة التقارير والاتصال بالجهات الرسمية  بإمكانه أن يتسبب باعتقال من يشاء بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي، أو تهديد  النظام الديمقراطي الذي جعل " أبا عروبة " موضع  ثقة لدى  الأجهزة الأمنية  في زمن النظام السابق والحالي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram