مكتب المدى/ عبدالخالق دوسكي أكثر من عشرين لوحة من الفن التشكيلي عرضها الفنان سرمد زنكنة في معرضة الخاص الثاني الذي تم افتتاحه في قاعة كاليري دهوك، جسدت هذه اللوحات صورا من المهن والتاريخ والتراث الذاتي أوشك الزمن أن يمحوها بفرشاته الدائمة الحركة.
الفنان سرمد تحدث عن المغزى الذي من أجله أقام هذا المعرض قائلا"حاولت من خلال هذه اللوحات أن أظهر للجمهور أن هنالك الكثير من المهن القديمة والتي صارت بمثابة تراث وفولكلور للمجتمع العراقي علينا جميعا أن نحاول الحفاظ عليه من براثن الزمن،حيث إن معظم هذه المهن تعاني خطر الزوال والاضمحلال وهي ضرورية بالنسبة لأي مجتمع كونها تمثل الماضي والجذور التي تغذي الأجيال الجديدة بالقوة والاستمرارية في العمل". زنكنه أوضح انه اتبع أسلوب الواقعية التعبيرية في رسم لوحاته،موضحا انه تناول مواضيع عديدة في هذا المعرض وقال" من المضامين التي تطرقت إليها هي الهجرة المليونية التي قام بها الشعب الكردي في عام 1991 كما قمت بمحاكاة الواقع البسيط الذي مر به إقليم كردستان في السابق من خلال الحرف والتراث والمهن، وقد انتهجت الواقعية التعبيرية كون هذا الأسلوب قريبا من الواقع الذي يعيشه المتلقي ". وأوضح إن السبب الذي دفعه إلى رسم الخيول بكثرة في لوحاته هو " إن الخيول علامة على القوة والأصالة و التحمل،كما إنني أردت من خلال التركيز على الخيول أن تكون لي بصمة خاصة في المعرض وكانت هذه الخيول بمثابة نقطة واضحة". وقد أشار زنكنة إلى أن ثقافة بيع وشراء اللوحات الفنية في محافظة دهوك وعموم العراق ليست ثقافة متبعة وسائدة وقال" نحن نحاول أن نشيع ثقافة اقتناء اللوحات الفنية وشرائها بين أفراد المجتمع".إلى ذلك يقول الفنان التشكيلي يوسف الرسام الذي حضر جانبا من هذا المعرض " إن الفنان حاول تجسيد مفاهيم وقيم جميلة من المجتمع بأسلوب الواقعية الحرة، فهو يختار مواضيع عامة للوحاته التي اتسمت باحتوائها على ألوان جميلة واستطاع أن يصور حالات دقيقة من واقع المجتمع العراقي، وقد كان موفقا في لوحاته بنسبة كبيرة ويميل إلى استخدام الألوان الرمادية كونها تتماثل مع الرقعة الجغرافية للواقع البيئي للعراق الذي يسود فيه اللون الرمادي والصحراوي". في حين انتقد الفنان التشكيلي دزوار عيسى الأعمال التي عرضها سرمد بقوله"باعتقادي عرض العمل الفني كمعرض تشكيلي يتوجب عليه أن يكون متكاملا من نواح مختلفة كخصوصية الفن الواقعي الحديث، فعلى اللوحة الواقعية أن تكون متكاملة من نواحي الإنشائية و اللونية و الموضوعية و دراسة و توزيع الكتل و الفارغات والتوازن و التشريح، فالإيحاء و التعبير الداخلي للفنان لم أجدهما بما فيه الكفاية في أعماله , لاحظت في لوحة من لوحات المعرض تكرار الخيول من حيث الحجم و اللون و الاتجاه أيضا.. باعتقادي إن هذا يؤثر بشكل سلبي على اللوحة كإنشاء و ينقص من قيمتها الفنية و الجمالية"
سرمد زنكنة يحاكي التراث فـي تشكيل لوني بارع

نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 09:44 م