TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :ماهو الوطن ؟!

كردستانيات :ماهو الوطن ؟!

نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 09:51 م

 وديع غزوان عبثاً حاولت إقناع مجموعة من الشباب  للعدول عن آرائهم السوداوية عن العراق  والإيمان بمستقبله  وضرورة التزام الولاء التام له  وليس لسواه. فقد بلغ اليأس منهم حداً شعرت به من  طريقة كلامهم وحدّتها  إن كل نقاش سيكون مصيره الفشل  إن لم يتطور إلى ما لا يحمد عقباه.
 كانوا يتناقشون عن مصير ملفات التعيين التي قدموها تواً إلى المصرف الزراعي، وقال احدهم لا أظن أن أحدا سيتصل بنا لإجراء المقابلة وأغلب الظن أن الدرجات الشاغرة المعلن عنها مشغولة مسبقاً، بادر الآخر مؤكداً حديث  صاحبه قائلاً ألا تذكرون عدد الدوائر التي قدمنا أوراقنا للتعيين فيها،وكم من وزارة راسلناها على مواقعها الالكترونية،وكم شركة ومكتب للقطاع الخاص جربنا حظنا معها دون فائدة ؟ فبلدنا بلد الواسطات ومن ليس له احد ينطح رأسه بالحائط. لم يتمالك الثالث نفسه فصرخ بأعلى صوته لماذا لا يسقطون الجنسية عنا عسى أن نحظى بفتات معونات المنظمات الدولية أو قد يحالفنا الحظ أكثر فتقبلنا إحدى الدول كلاجئين. كنت حتى هذه الساعة مكتفياً بالاستماع محاولاً تجنب الحديث مع شباب غاضب، لكني  وجدت نفسي  أندفع ومن غير إرادة لمحاججتهم بعد أن أيد الجميع مقترح زميلهم وأبدوا استعدادهم للهجرة والهروب مما أسموه " قهر" العراق! وهكذا اندفعت للحديث عن الوطن والمواطنة وما نمر به من ظروف قاهرة كانت من نتاج الممارسات الخاطئة لأطراف سياسية معروفة، وان العودة إلى قيم المواطنة بداية الحل، واستحضرت كل ما تحتفظ به الذاكرة من معان عن الوطن والاعتزاز به، لكني شعر ت بالفشل والهزيمة في معركتي من اجل الوطن- إن صح التعبير- مع  هذه المجموعة بعد أن بادر احدهم وسأل بحرقة وألم باديين على محيّاه: رجاءً أجبني هل الوطن مجرد الأرض التي نعيش عليها ويتوجب علينا التضحية من اجلها ؟  ولماذا يضحي الفقراء على طول الزمن في وطننا  ليقطف الأغنياء الثمر ؟! وماهي حدود الحقوق والواجبات التي تحكم العلاقة بين المواطن والوطن  في وقت يسمح فيه البعض لنفسه  بالتجاوز على كل شيء باسم القانون ؟! وأين آفاق المستقبل وسياسيونا يسرقون أموالنا ويهربونها إلى الخارج  في وقت يكثر زعيقهم بتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث ومنجزاتهم العظيمة في تشييد الفلل والمشاريع في الخارج ؟! و كم من  مسؤول تعيش عائلته بين الناس، وكم واحد منهم يقضي إجازته في محلته التي نسيها منذ أن تبوّأ مقعده البرلماني أو الحكومي ؟! ظل يمطرني هذا الشاب وأصدقاؤه بوابل من تلك  الأسئلة الخشنة التي كان يجيب عنها بقية الركاب في ( الكيا ) بالإيجاب والتأييد، حتى اضطررت أن أقول للجميع:أنا أيضا واحد منكم وربما متضرر أكثر من بعضكم، لكني مؤمن بأن الوطن أطهر وأنظف وأنزه  من كل ذلك وبأن صوتنا لابد من أن يصل إلى مداه، وواجبنا الأول أن نقول:لا وأن نتصدى للأخطاء بشجاعة ونقول لا للفاسدين ووو الخ. هنا كنا قد وصلنا إلى الباب الشرقي عندها قال احد الركاب:الحمد لله وصلنا بالسلامة قبل أن يتهمنا أحد بأننا بعثيون أو قاعدة،  لأن الحجّي  وكما يبدو ( مصدك ) أن هنالك ديمقراطية! أخيراً همس أحد الشباب في أذني قائلاً:أمانة أن تكتب ما قلنا، فأومأت له برأسي بالإيجاب،وأنا أقول في نفسي: سأكتب، ولكن من يقرأ ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram