عن: نيويورك تايمزكل من يقرأ كتاب " المخابرات و السياسة الخارجية " للكاتب بول بيلار الذي يدور حول مدى صحة او خطأ وكالة المخابرات المركزية قبل هجمات 11 ايلول الارهابية و اجتياح العراق عام 2003، سيكتشف ملاحظة او اخرى تبدو مسببة للقلق اكثر من غيرها.
الحكمة التقليدية، التي يدعمها تقرير اللجنة الاستخبارية في مجلس الشيوخ، تقول ان جورج بوش قد ذهب للعراق لأن وكالة المخابرات اخبرته بان صدام يطور اسلحة دمار شامل بضمنها اسلحة نووية، كما تقول الحكمة التقليدية، التي تدعمها لجنة الحادي عشر من ايلول، بان القاعدة نجحت في تحطيم طائرات في برج التجارة العالمي لأن وكالة المخابرات فشلت في ربط النقاط بعد كشف المؤامرة. هذان الفشلان الاستخباريان اللذان يطلق عليهما بيلار " التعويذتين " واجههما الرئيس و الكونغرس ببرنامج الاصلاح الاستخباراتي. و كان التغيير الاكبر هو نقل مقر المخابرات الى مبنى آخر و تحت مسؤول جديد يحمل منصبا جديدا: مدير المخابرات الوطنية.لم يقصد بيلار اعادة عقارب الساعة الى الوراء و انما كشف المعلومات المضللة و الخداع و ما يمكن تسميته بلطجة البيت الابيض. كان بيلار يعمل محللا استخباريا لمدة 28 عاما، في وكالة المخابرات المركزية ثم في ان آي سي.وفي منتصف التسعينات عمل رئيسا للمحللين، و من ثم نائبا لرئيس مركز محاربة الارهاب في وكالة المخابرات المركزية. في كتابه الاول " الارهاب و السياسة الخارجية الاميركية (2001)" تحدث عن المخاوف من المسلحين الذين يمتلكون اسلحة كيماوية و بيولوجية و نووية. من المؤكد ان تتعرض انتقادات بيلار بشأن الحكمة التقليدية في الفشل الاستخباراتي الى هجوم، الا انه كاتب صريح و واضح يكتب عن خبرة طويلة و قراءة واسعة. ان قدرتنا على المحك كأمة تفكر بفاعلية الخدمات الاستخبارية و بالجهة التي ترفع اليها هذه الخدمات. التردد الشعبي في تمييز هذه الحقائق وقف عائقا امام فهم دور ادارة بوش في غض النظر عن مخاطر الهجوم الارهابي قبل 11 ايلول، و عزمها على اثارة المخاوف من اسلحة الدمار الشامل العراقية و التي سمحت للرئيس بارسال الجيش الاميركي الى قلب الشرق الاوسط. يزعم بيلار ان الجميع - و ليس فقط وكالة المخابرات المركزية- قد فشلوا في التكهن بيوم و مكان و طريقة تنفيذ هجمات 11 ايلول. لكن الوكالة لم تفشل في تحديد الخطر الذي يمثله اسامة بن لادن و القاعدة و لم تفشل في تنظيم عملية ضخمة قبل الهجمات و التي شملت تمويل مركز محاربة الارهاب و المكتب الخاص الذي يستهدف القاعدة. من بين الانذارات العديدة الصادرة في صيف 2001 كانت التحذيرات الخاصة للبيت الابيض من قبل مستشارة مجلس الامن القومي، كونداليزا رايس، في تموز، و تحذيراتها للرئيس نفسه في آب، حيث زعمت رايس فيما بعد بان الوكالة لم توفر " معلومات اجرائية" لذلك لم يكن هناك شيء يمكن القيام به، لكن كل من يتأمل التحذيرات الملتهبة من الادارة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية – مثل زرع قصص الخوف في وسائل الاعلام، تعبئة الجيش، الضغط على حلفاء الناتو و الامم المتحدة و الكونغرس الاميركي – سيلاحظ قائمة الاجراءات الطويلة التي على البيت الابيض اتخاذها لمواجهة مخاطر القاعدة. هذا الفشل الاولي تبعه فشل آخر – اجتياح العراق من اجل اغلاق برامج الاسلحة السرية التي لم تكن في الواقع موجودة. يلقي بيلار صراحة باللوم على وكالة المخابرات في دعمها للادارة في قضية الحرب من خلال تقديراتها المتعجلة الخاطئة في موضوع برامج اسلحة الدمار الشامل العراقية، و التي اثبتتها الاكتشافات : عدم فعل الادارة شيئا حيال التحذيرات الارهابية قبل 11 ايلول، يطابق عدم اكتشاف شيء على الارض في العراق.يذكر انه عام 2000 بدأت وكالة المخابرات المركزية ببرنامج سري للاتصال بأقرباء العلماء العاملين في البرامج النووية العراقية و أسلحة الدمار الشامل المقيمين في الولايات المتحدة. و على مدى سنوات حاولت الوكالة تجنيد عملاء لها في العراق. الذي علمته الوكالة هو أن صدام حسين لم يعد يمتلك أي برنامج أسلحة منذ التسعينات. إلا أن ذلك لم يكن يتناسب مع منظور الوكالة للعراق.وبحسب موقع افكار عن العراق فقد ذكر الشهر الماضي نقلا عن الوكالة السابقة "لذا فقد تجاهلت هذه التقارير وتمسكت برأيها ان العراق مستمر في العمليات النووية وأسلحة الدمار الشامل. بعد سقوط النظام في 2003، تبين بان الأقرباء كانوا على صواب و أن الوكالة على خطأ. هذه العملية الاستخبارية الناجحة كانت مثالاً رائعاً لكيفية اقتناع الوكالة بان العراق يمتلك أسلحة الدمار وتجاهلها لكل ما يناقض هذا الاعتقاد". ترجمة المدى
باحث أميركي يكشف فشل الحكمة التقليدية لحرب 2003
نشر في: 2 أكتوبر, 2011: 10:00 م