اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > هل منحت الإمبراطورية البريطانية الحداثة أم نقيضها؟

هل منحت الإمبراطورية البريطانية الحداثة أم نقيضها؟

نشر في: 3 أكتوبر, 2011: 06:29 م

الكتاب:أشباح إمبراطورية تأليف:كواسي كوارتينغ ترجمة:ابتسام عبد الله "كيف كانت الإمبراطورية البريطانية؟"،هل كانت حملة لمد النفوذ البريطاني خارج أوروبا؟، هل كانت في جوهرها رغبة أناس بيض،كما يصفون أنفسهم،في السيطرة وحكم أناس لم تكن بشرتهم سوداء؟ هل كانت قوة  لا رحمة لها للتحديث؟ أم إنها كانت سلطة قاسية،سلبية مهدّئة؟
الجواب هو أن الإمبراطورية البريطانية كانت جميع تلك الأشياء،ولكن ليس بشكل كليّ أو تام. وكانت بعض قواعدها العسكرية الحيوية،في حقيقة الأمر،في أوروبا: أماكن مثل مينوركا،جبل طارق،قبرص ومالطا، والتي سمحت في أوقات مختلفة للبحرية الملكية السيطرة على البحر الأبيض المتوسط،وبالنسبة لبعض البريطانيين، كانت الإمبراطورية تقريباً حكم "الآخرين من عرف مختلف"، أو شعوب دول تابعة لبريطانيا مثل استراليا،نيوزيلندا ،جنوب أفريقيا وكندا. وكانت هناك بعض المناطق لا تعتبر محتلّة،ولكنها مع ذلك بقيت تحت الحكم البريطاني طويلاً ومنها الأرجنتين.فهل كانت الإمبراطورية البريطانية قوة منحت الحداثة أم نقيضها؟الغريب إنها فعلت الاثنين،وفي البلد نفسه. ففي أواخر عام 1800 كانت نيوزلندا في مقدمة بلدان العالم رفاهية ببرامجها الاقتصادية،وحصول المرأة فيها على حق التصويت. ومع ذلك فإن سكانها البيض مارسوا القسوة الشديدة للقضاء على نسبة كبيرة من الـ"مواريز".إن طبيعة هذه الإمبراطورية المتقلّبة،تجعل الأمر سهلاً بالنسبة للمؤرخين والكتّاب للوصول إلى استنتاجات مختلفة حول دوافعها المحرّكة وأهميتها. وغاية المؤلف هي إعادة تركيب الإمبراطورية البريطانية كما كانت أصلاً،نسبة إلى وجهة حكامها والإدارات التي ساعدتها في ذلك،وفي خلال هذه العملية يقدم نقداً متحفظاً للحماس الذي تجلّى على جانبي الأطلسي للغزو والانخراط في حروب،"صغيرة"،في دول ليست غربيّة"،من أجل صالح الإمبراطورية.وفي كتابه يركز المؤلف على ستة مواقع،توحدت اغلبها بعد عام 1870،عندما بدأت بريطانيا مجابهة منافسة أكثر حدة من منافسة،وتلك المواقع هي:العراق،السودان،بورما،نيجيريا،كشمير وهونغ كونغ. ولم تكن لندن في أية دولة من تلك تريد تحقيق حكم ديمقراطي ليبرالي، وفي معظم تلك الدول،ساعد ذلك الأمر،على تراكم المشاكل مستقبلاً.ففي كشمير حيث كان معظم السكان من المسلمين،ساندت حكومة هندية،وفي بورما وبعد سقوط الملكية بعد عام 1885،أصبحت محمية تابعة للهند البريطانية. أما في العراق فقد أسس البريطانيون حكماً ملكياً دون وجود حكم مماثل لذلك من قبل.وفي نيجيريا تمّ دمج مناطق وقبائل مختلفة،بشكل غير منسجم.ويقول المؤلف،إن سبب تلك السياسة يعود إلى عدم وجود خطة مركزية،وهي أيضاً نتيجة الاعتماد التام على "رجالهم"،في المنطقة،وهم أعضاء الطبقة الامبريالية. ويصف بشكل مؤثر بعض أولئك الأشخاص المتعصبين مثل جورج غوردون،الذي اعتقد أن حدائق عدن كانت تقع في سيشيلز،وهناك أيضاً جورج غولدي،"ولد ليُسيطر ويُؤثر"،والسير مارك يونغ،الذي نجا من أن يكون سجين حرب في حرب اليابان،وحاول بأسلوب غير مجد ٍ تقديم أساليب الإصلاح الديمقراطي في هونغ كونغ. ويؤكد المؤلف أن الإدارة البريطانية الامبريالية كانت قاصرة عن العمل، وما بين العامين 1902و1956،كان70% من الإدارة السياسية السودانية،يعتبرون من صفوة الإدارة البريطانية الإفريقية،ومن خريجي جامعة أكسفورد او كيمبردج. وفيما عاد جيرترود بيل- فإن الطبقة العليا من الإداريين المستعمرين كانت من الرجال. ومع ذلك، فإن المؤلف يفحص الإمبراطورية البريطانية عبر سمات وخصوصية الشخصيات،وهكذا يقود إلى تجاهل الضغوط الاقتصادية التي تشكّل دائماً قوة النظام العالمي. وعلى مستوى آخر نجد القليل من المعلومات حول أفكار أولئك الناس. إن قناعة غالبية المسؤولين في النظام الاستعماري بحكومة مستقرة كانت أكثر أهمية من منح الحكم الذاتي لمستعمرات يدير شؤونها مجموعة من السياسيين من ذوي الآراء الدينية.إن العجز المالي في أجزاء من الإمبراطورية، وخاصة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يبيّن أن بريطانيا نفسها ليست دليلاً ضرورياً لنقص العصرانيّة. وبذلك يتحدى المؤلف المفكر نيل فيرغسون الذي يقول إن الإمبراطورية البريطانية "صنعت العالم الحديث"،والدليل على ذلك سنغافورة المتقدمة تكنولوجياً واقتصادياً.عن/الغادريان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram