TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مدينة تحت الحصار النازي

مدينة تحت الحصار النازي

نشر في: 3 أكتوبر, 2011: 06:31 م

الكتاب:مأساة لينينغراد إبّان الحصار 1944-194 تأليف:آنّا ريد ترجمة:ابتسام عبد الله وضعت براعة النازية في القتل الجماعي للاختبار، للمرة الأولى،في دول أوروبا الشرقية،وخطة هتلر للحصول عل"مكان لسكن"،الألمان القاطنين في روسيا تطلبت التخلص من جميع السكان السلافيين، وقد تم ذلك عبر القتل بالغاز أو بإطلاق النار أو بالقتل البطيء أو بالموت جوعاً.
وعلى الرغم من أن المؤرخين ابدوا اهتماماً ضئيلاً بالموضوع،فإن خطة هتلر،"للجوع"، كانت متمّمة لحربه ضد اليهود والأفواه الأخرى التي لا فائدة منها. وفي هذا الكتاب المؤثر، تنظر المؤلفة آنّا ريد، بعين فاحصة للسنتين والنصف للاحتلال الألماني وحصار مدينة  لينينغراد.وقد أفادت المؤلفة من اليوميات والوثائق المتبقية من الذين نجوا من الموت، لتكون النتيجة سجلاً للخسارة البشرية إذ أن ما جرى في العاصمة الروسية قبل الثورة لا يمكن وصفه بسهولة بسبب بشاعته اللاانسانية. ففي كانون الثاني عام 1944 ،عندما بدأ الألمان الانسحاب، كان حوالي 750,000 مواطن قد ماتوا جوعاً-بشكل متعمد.وهذا الرقم كان يشكل ربع سكان لينينغراد آنذاك.وبالنسبة لما حدث في تلك المدينة، فإن الحكم متروك فقط لأولئك الذين عاشوا المأساة ونجوا منها. وقد كشفت المؤلفة تلك الفظائع عبر عودتها إلى ملفات الاستخبارات الروسية، كيف أن لينينغراد غدت ملجأً لآكلي لحوم البشر،ولم يكونوا أولئك من المتوحشين- غير الأسوياء، بل مجرد أمهات تبحثن عن طعام لأطفالهن. وفي خلال البحث عن الطعام، كان من الممكن العثور على نوع من (القوت) من الجثث الملقاة في الدروب، متجمدة من البرد، مطمورة تحت الثلج، دون أن يهتم احد ما بنقلها أو دفنها.وفي خلال الأشهر الأولى من حصار المدينة، بلغ معدل الوفيات فيها 100،000 شهرياً. إذ كان هتلر قد قطع جميع سبل وصول الطعام إلى لينينغراد، في حين أن درجة الحرارة كانت c/30 . وقد لجأ عدد من الناس إلى قتل جيرانهم للحصول على بطاقاتهم التموينية.وقد فشل ستالين في إخلاء المدينة قبل الحصار وكانت محاولاته لتوفير ذخيرة من الطعام قليلة،عندما كانت الظروف ما تزال ملائمة لذلك – أي قبل إطباق الحصار بشكل تام على لينينغراد.وعندما اشتدت المجاعة، بدأ السكان في غلي جلد العجول وتناولها، أو صنع مادة غروية بغلي العظام وحوافر الماشية المذبوحة. لقد غيّر الجوع كلّ شيء، وكسرة من خبز تأتي بها الريح ستحدث تغييراً ما بين الموت والحياة.وكما تقول المؤلفة، إن قرار هتلر بغزو الاتحاد السوفييتي في 22 حزيران-1941، فاجأ ستالين.وعلى الرغم من اختلافاتهما الإيديولوجية، فإن الدكتاتوريْن كانا متفقين في قرارهما على تدمير بولندا وتقطيعها إلى أجزاء، حسب اتفاقية ريبينتروب التي وقعها مولوتوف ومن دون تلك الاتفاقية، لم يكن هتلر قادراً على القيام بعمليات القتل الجماعي لليهود في بولندا، وكذلك لم يكن ستالين بدوره قادراً على جلب ألوف عدة من الايستوانيين واللاتفيين،"أعداء الشعب"، إلى سهول سيبيريا المتجمدة.ومع نقل بشاعة ما حدث في لينينغراد، فإن الكتاب ينقل إلى القارئ أيضاً شجاعة بعض المواطنين وتحملّهم. إذ حفظ أفراد عائلة مشرفة على الموت قصائد بوشكين كافة. ولقد تمكن هتلر من تجويع أجسادهم وليس عقولهم. وقد ساهم الدين في تمتين الأواصر بين الناس، لأن المحنة هي امتحان للبشر.عن/ الاوبزرفر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram