TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > جوليان هرتس: فـي آلة العود خصوصية التعبير عن المشاعر

جوليان هرتس: فـي آلة العود خصوصية التعبير عن المشاعر

نشر في: 3 أكتوبر, 2011: 06:38 م

حوار وترجمة: د. سوزان الخالدي - لندن جاء من خلفية الموسيقى الكلاسيكية حيث درسها بكل علومها المعقدة، وقع بحب آلة العود عن طريق أستاذه العراقي ومن خلال استماعه للموسيقى العربية أثناء إحدى سفراته إلى الشرق. مجتهد مثابر متواضع يتقبل المعلومات بعقلية متيقظة وليلتزم بالتمرين اليومي، حاصل على شهادة الماجستير بالموسيقى الشرقية،
 ولأنه في السنة الأخيرة لرسالة الدكتوراه جامعة اوكسفورد، يقضي الكثير من أجزاء يومه مع العود والموسيقى، بعد أن قدم حفله الأول كعازف منفرد على مسرح جامعة لندن، التقيناه وجرى هذا الحوار:* كيف كانت بداياتك مع العراقية والعربية و كيف تعرف عليهما؟- لقد تعرفت على الموسيقى العربية أولاً وبشكل بسيط من خلال الجامعة،  أستطيع القول إنها خلفية أكاديمية من خلال جامعة كمبردج البريطانية، أما قبل ذلك فهي خلفية عامة شاملة،ولكن لم تتضمن العزف العملي ،وكانت نظريات وتحليل وتاريخ وتأليف موسيقي، حيث كانت خلفيتي خلفية موسيقية غربية، إذ درست الهارموني و الكونتربوينت،  كذلك  درست الموسيقى الأندنوسية ( موسيقى كملان) و عزفت مع فرقهم. و الآن أنا أحمل خلفية عن موسيقى الشعوب، أعني إن خلفيتي هي في دراسات الثقافة الموسيقية الأخرى. و هذا ما منحته الدراسة الجامعة لي،  فاستخدمنا الموسيقى كنافذة للنظر من خلالها إلى الثقافة الأخرى والى حياة وعقلية الشعوب الأخرى وحتى أفكارهم، لأن الموسيقى تستطيع قول أمور مهمة و رائعة عن الإنسان.* هل عزفت البيانو؟- نعم، أنا أعزف البيانو والمؤلفات الغربية من قبل ، و أنا أغني أيضا حيث كنت أغني في كورال إنشادي كبير، أما الآن فأنا قد تخليت عن البيانو وأسعى ليكون العود آلتي الموسيقية الرئيسية، أما البيانو فهو للتأليف و الارتجاليات، ولكنني  عملت على أن يكون العود آلتي الرئيسية. * ما هو سر انجذابك إلى الموسيقى العربية و العود في عالم لندن المكتظ بموسيقى الشعوب الأخرى؟- أظن أن هنالك سببين، محاولا أن استخدم تحليلي الأكاديمي، أجد أن الموسيقى العربية نافذة للمجتمع العربي والثقافة العربية وكل ذلك مهم بالنسبة لي. من جانب آخر و بكل فطرة وعمق و براءة الموسيقى العربية و العراقية أحدثت فيّ الكثير عاطفيا وحسياً، و لا أعرف كيف حصل ذلك ولماذا حصل ،و هذا هو هدفي من الدراسة أي معرفة تأثير الموسيقى العربية. وكيف للقوة الصوتية ونوع الصوت والزخارف أن  تحرّك تفاصيل العاطفة لدى الإنسان, و ربما تدعوه إلى اتباعها بطريقة لا إرادية وكذلك أسلوب التقاسيم في آلة العود والموسيقى العراقية والعربية، أعني حين أستمع إلى تقاسيم منير بشير مثلاً أو جميل بشير، فإنها  تثير مخيلتي، من خلال استخدام الصمت و الهدوء و القوة و الأصوات الخافتة، إنها موسيقى خلابة.* لو تقارن بين علاقتك بآلة العود والآلات الموسيقية الأخرى، ماذا ستكتشف؟ - لأنني لست عازفاً للجيتار، ولا أي آلة وترية أخرى من قبل، فحين أتيت إلى آلة مثل العود حدث تغير كامل بالنسبة لي قياساً بطريقة العزف على البيانو، حين جلبتها والدتي معها من تركيا  كهدية في عيد ميلادي، لم أعرف عنها وعن عزفها شيئاً ولم تكن مضبوطة الأوتار، لذا باشرت البحث فقال لي البروفيسور المشرف: اذهب إلى الأستاذ عازف العود المنفرد أحمد مختار، و حينها أعطيته إياها، بعد ذلك صار للآلة معنى ومن خلال الدروس الأولى ،حيث تعلمت وضع الأصابع بطريقة الريشة ذات  الحساسية العالية، فطريقة العزف مختلفة عن البيانو، فقد كانت تحدياً مختلفاَ وجديداً بالنسبة لي. فمن خلال أستاذي أحمد مختار ومنير بشير و جميل بشير أحببت هذه الآلة. وأعتقد إنني اكتشفت في آلة العود خصوصية التعبير عن المشاعر الذاتية، أنا أعتقد إن هنالك قدرة لدى آلة العود على ترجمة الأحاسيس أكثر مقارنة بآلات موسيقية أخرى وذلك عن طريق استخدام الزخارف وتفاصيل العزف، واكتشفت إنني أستطيع عمل الكثير مع العود مقارنة مع البيانو رغم ما يقال  عن البيانو  أنها عبارة  عن اوركسترا كاملة، و هنالك الكثير من المؤلفين يستخدمون البيانو في التأليف، لكن لم يكتشفوا أن للعود خصوصية و ندرة مختلفة في التأليف والتعبير و العواطف.* كيف و صلت إلى هذا المستوى المتقدم و ما دور التدريب المكثف في ذلك؟- أنا أتمرن حسب مرحلة الدراسة، في دراسة البكالوريوس كنت أتدرب 3 ساعات، و خلال مرحلة الماجستير كنت أتدرب ساعتين يومياً،لأنني كنت منشغلاً في البحث والدراسة بين المكتبة و الجامعة،  الآن وصل تمريني إلى 4 أو 5 ساعات كل يوم، الهدف يقترب والوقت يسير مسرعا، فالذي أنجزت من التمارين مهم وكبير وبالتأكيد أحتاج إلى الكثير من التمارين المتقدمة الأخرى. الشيء الأهم المنهج الذي يتبناه أستاذي أحمد مختار منهج مميز حيث يجمع بين عدة مدارس و تمارين أساسها المدرسة العراقية، و بعضها من المدرسة التركية و الأذربيجانية، فأنا لدي تمارين للأصابع من أذربيجان، و قطع موسيقية عراقية وأخرى لمؤلفين أتراك، تمارين لآلة الكمان حوّلها أستاذي إلى آلة العود، يعتمد المنهج على بعض تمارين جميل بشير وسالم عبد الكريم وعلي الإمام وخالد محمد علي وأحمد مختار وآخرين. هذه العقلي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram