عامر القيسي خبر صغير نشرته الـ puk عن لقاء السيد اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي مع الخرافي رئيس مجلس الامة الكويتي على هامش المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران، يقول الخبر، اتفق الطرفان على اللجوء الى تفاهمات بالحوار البناء والتحكم بمنطق العقل عند نشوء أي مشكلة بين البلدين. وهذا ليس موضوع اليوم، الموضوع بكل بساطة ان الطرفين، حسب الخبر، تطرقا الى موضوع "الانتفاضات والثورات التي تشهدها المنطقة وسبل التعامل معها والحيلولة دون توسع مداها."!!
بداية يتفق الطرفان على ان ما يحصل من ربيع عربي هو " انتفاضات وثورات " لكن هذه الانتفاضات والثورات غير مسموح لها من منطق النجيفي والخرافي لان تتوسع وتنتشر لكنس الديناصورات الجاثمة على صدور شعوبها منذ نصف قرن. مع ان البلدين بهما الى هذا الحد أو ذاك بحبوحة مما يمكن ان نسميه بـ " الديمقراطية " فهناك انتخابات رغم الحساد الذين يزعمون حصول تزويرات فيها، وهناك إعلام حر رغم الملاحقات القضائية من قبل رموز النظامين، وهناك مجتمع مدني محاصر بالاعتقالات، وهناك اصوات تظهر ثم تختفي اما بالشراء أو بالكواتم، مع فارق الوضع الكويتي في قضية الكواتم تحديدا! لكن النجيفي والخرافي مرتعبان من الربيع العربي، الذي ربما يطلقان عليه سرا الفوضى والتطرف والمؤامرات، وهما بحثا السبل الكفيلة لوقف المد الشعبي، وليس دعمه، اي ان ما يحصل في سوريا من ثورة شعبية حقيقية ينبغي العمل على عدم توسعها مثلا لتشمل السودان، وان طرق بابه الربيع بخفة الآن، وألا يشمل ملالي ايران مثلا، أو حكام التفويض الرباني في السعودية والبحرين، وان يطوقا ثورة اليمن "السعيد" للخلاص من مجرمها العتيد الصنو الحقيقي لصدام حسين، وان ينفض ثوار ليبيا الشجعان أياديهم ويعودوا لزمن الكتاب الاخضر وسفاهات سيف الاسلام وقذاف الدم. موقف الانظمة العربية من صحوة الشعوب العربية من نومها، موقف مخز اذا ما قورن بالمواقف الأوربية والموقف الاميركي والتركي، وهي مواقف سيسجلها التأريخ لها، لان الشعوب المنتفضة هي التي ارتأت ان تطالب بدعمها بعد ان يئست من التفرج العربي ونوم الجامعة العربية الابدي وارتجاف القادة الدكتاتوريين منهم الآن أو الذين في طريقهم الى ان يتحولوا أو يريدون ان يتحولوا الى زعماء استبداد بطريقة جديدة!!اضحكوا معي فقط لان رئيس البرلمان العراقي الذي يجلس على كرسيّه الوثير الآن يرتجف من الربيع العربي المبارك وينسق من اجل ان تبقى بقية شعوب المنطقة في قيظ انظمتها، وهو الرجل الذي حملته رياح التغيير الى منصبه الحالي، والداعي دوما الى بناء الديمقراطية في البلاد، وسبقه السيد المالكي الذي يقول عن ثورة الشعوب بانها خريف عربي، ويسارع مقربوه الى نفي ما تناقلته وسائل الاعلام من انه نصح الاسد الابن بالتنحي، وكأنهم يتبرؤون من كفر وضلال مصيره جهنم الرب!!
كتابة على الحيطان :اضحكوا معي دون تكليف!!
نشر في: 3 أكتوبر, 2011: 09:16 م