نيويورك/ وكالات كشف مارك تسوكربيرغ مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال مؤتمر التطوير العلمي المنعقد أخيراً، أكبر تغييرات في تاريخ الفيسبوك. فهذه الشبكة ستتحول تدريجياً إلى خدمة متعددة الوسائط، وتطمح لأن تصبح نقطة مركزية في عملية استخدام الإنترنت.
 الأسلوب الجديد في تقديم الملفات الشخصية، والاستماع إلى الموسيقى، والتعريف الآلي الخاص بالاطلاع على المحتوى من خلال الارتباط بالخدمات الأميركية المتعددة الوسائط مثل «هولو»، و«نيتفيكس» وموقع ياهو، تلك هي أبرز التغييرات التي ستنقل الفيسبوك من مجرد وسيلة تواصل اجتماعي إلى عالم لن ترغبوا في الخروج منه. الجدول الزمني  "تايم لاين "المحور الزمني للحياةفي كلمته الأولى أمام المؤتمر ذكّر تسوكربيرغ الحضور، قائلاً: أنتم لستم معرّفون بما تفعلون الآن فقط. وهو ما ذكّر الحضور بالكلمة الشهيرة لستيف جوبس «المحور الزمني سيعرض العالم في سياقات زمنية».التركيز على الشكل المرئي للجدول الزمني سيساعد بتشكيل الملفات الشخصية على شكل غلاف المجلة، حيث ستعرض أهم الصور والنصوص التي يتشاركها مستخدمو الشبكة. وبذلك، فإن الفيسبوك يريد أن يتغير من مجرد محطة على الإنترنت إلى قاعدة شخصية كاملة القيمة، حيث سيعبّر الناس من خلالها على مكنونات أنفسهم، ويربطون وجهي حياتهم الافتراضي والواقعي بكل واحد.الجدول الزمني سيكون قادراً حتى على ضم الأعوام قبل نشوء الفيسبوك، وبالتالي سيكون في إمكان المستخدم وضع صور عن عرسه أو ميلاده قبل عشرين عاماً. ويفيد إم جي سيغلر بأن «المرور من خلال الملف الشخصي الجديد على الأعوام السابقة لحياته هو بكل بساطة أمر مؤثر، بذلك يخلق الفيسبوك شيئاً ذا معنى من المعلومات، شيئاً مليئاً بالعواطف». بالطبع، فإن الجدول الزمني سيكون كاملاً كلياً إذا وضعتم في الفيسبوك معلومات أكثر، وبالتالي فإنه بمنزلة أسلوب جديد لحث المستخدم على المساهمة بشكل مستمر في استكمال وإضافة المعلومات.أزرار للضغط تحتوي على جميع الأفعالمنذ عام تقريباً قدم الفيسبوك زره المعروف باسم «لايك – أحب» بمساعدة «أوبن غراف»، والذي يمكنكم حالياً العثور عليه عملياً في كل موقع كبير على الشبكة. وحسب المعلقين، فإن الفيسبوك خطا خطوة مهمة لكي «يسيطر على الإنترنت». ومساهمة هذا العام هي بالطموح نفسه، فضمن «أوبن غراف» يساعد الفيسبوك كل شركة أو موقع على الشبكة بأن يتشارك المستخدمون بالمحتوى بشكل أوتوماتيكي. وبالتالي لا يجب عند تسجيل الفيديو الضغط على زر «أحب»، يكفي أن يتم فتح الفيديو والتفرج عليه، والأصدقاء سيعرفون عندئذ أن «هذا الشخص أو ذاك قد فتح فيلماً يدعى تطور الرقص وتفرج عليه». ويجب على المستخدم تأكيد الإعلانات المماثلة في بعض الصفحات لمرة واحدة، على أن يتم لاحقاً التشارك في المقالات أو تسجيلات الفيديو من دون علم المستخدم عملياً. ويمكن توقع إمكانية أن يعرض الفيسبوك وسائل لمراقبة الخصوصية، في حين أن المهم بذلك سيتمثل في كيفية وضع الإعدادات الافتراضية.الارتباط مع محتوى الوسائط المتعددة (Multimedia)بسبب الفيسبوك سيكون في مقدوركم الاستماع إلى الموسيقى نفسها التي يستمع إليها أصدقاؤكم في اللحظة نفسها، أو أن تتفرجوا معهم على مسلسل أو فيلم. وليس مهماً أبداً أن تكونوا بعيدين عن بعضكم البعض مئات الكيلومترات. هذا التحسين في الوسائط المتعددة للفيسبوك، والذي تم انتظاره طويلاً، قد تم في النهاية من خلال الطريق الأقل مقاومة، فقد اتفق الفيسبوك على التعاون مع شركاء الوسائط المتعددة: هولو (Hulu.com)، ونيتفليكس (Netflix)، وسبوتيفاي (Spotify.com)، وياهو، وغيرهم الكثير ممّن يملكون ما يكفي من الخبرة في مجال الوسائط المتعددة والذين اتفقوا مع مالكي الحقوق على توزيع المحتوى. إن وسائل الإعلام والوسائط تصبح جزءاً مهماً من تكنولوجيا الفيسبوك، بهدف الحفاظ على موقعه الحالي في فئة شبكات التواصل. ويبدو أن فيسبوك مقتنع بأن دمج الموسيقى والأفلام وغيرها من الوسائل الإعلامية بشكل أعمق ضمن خدمته سيحث المستخدمين على قضاء وقت أطول على صفحاته، وهو ما سيجلب للشركة بالتالي المزيد من الأموال لقاء الإعلانات. وتقدم الشركة عناصرها الجديدة هذه في وقت بدأت فيه شركة غوغل العملاقة بمنافستها على صعيد شبكات التواصل الاجتماعي.الأمور التافهة ستختفيويبدو أن فيسبوك قرر أخيراً التعامل مع المجموعة الواسعة جداً من الأمور الجديدة التي يتم تعميمها أمام المستخدم، بصفتها «تدفق المستجدات»، أي في الصفحة الرئيسة التي تظهر بعد التسجيل. وحالياً يقسم الفيسبوك الأحداث إلى «توب – مهمة» و«ريسينت – آنية»، في حين يتم منح الأحداث المهمة مجالاً بارزاً، لكي تبقى ظاهرة للعيان، وبالتالي لن تختفي لمجرد أنكم لم تتمكنوا من قراءتها عندما كانت آنية. وستختفي بعض الأمور