علي النعيمي استعاضت أوروبا منذ مطلع الألفية الثانية عن مفهوم فكرة "منتخب الرديف" وطبقت عوضاً عنه بما يُعرف اليوم بتعدد المنتخبات العمرية، وذلك عندما بدأت اتحادات البلدان في أوروبا بتشكيل منتخبات عمرية ابتداءً من أعمار (15- ولغاية 21) وكل فئة لها دوريها الخاص ومنتخبها المعد دولياً يتم ترحيلهم بشكل تصاعدي بعد إعدادهم وتهيئتهم بشكل علمي مدروس وبفكر احترافي، فلم نعد نسمع بأن رديف هولندا تغلب على الفريق النمساوي ولا يوجد أي اثر لرديف المانيا اليوم !
إن فكرة إنشاء المنتخب الرديف في هذه المرحلة غير مجدية وسوف تعارض مع واقعية المنهاج الحالي للدوري العراقي وطريقة إدارة الكرة في البلاد بمعزل عن فكرة الاحتراف وهل نحن بالفعل قد اقتربنا من آليات الاحتراف الحقيقي أم لا؟ لأن الوقائع يشير إلى أن جميع اللاعبين ملتزمون بعقود احترافية مع أنديتهم ومن الصعب تفريغهم لصالح الرديف لاحقاً متى ما بدأ الدوري. ولنفترض جدلاً بأن هناك 8 لاعبين موهوبين في أندية الشمال ومثلهم في اندية الجنوب وأراد المدرب اختبارهم في الرديف فكيف لهؤلاء أن يتركوا أ التزاماتهم مع أنديتهم والكل يعلم تزمت بعض الادارات في هذا الجانب وطريقة تجمعهم في العاصمة بغداد ؟ والآمر الآخر كيف لهؤلاء أن يتأقلموا مع أفكار المدرب بغياب آلية عمل مشتركة ما بين مدرب الرديف ومدربي بقية المنتخبات الوطنية من اجل السير على خطة عمل واحدة والهادفة إلى تطوير مهارات البعض أو معالجة الأخطاء الأخرى أو حتى اللعب بطرق مشابهة للفريق الأول أو الاولمبي؟ وحتى إن تجمعوا هل ان الغرض من وراء تجمعهم هذا هو تسليط الضوء على المواهب المحلية وكيف يتم الحكم عليها بغياب المباريات الدولية الودية ؟ إذا كان الأمر كذلك إذن لسنا بحاجة إلى تكوين الرديف ،بل يتم اختبار وتجريب هؤلاء مع منتخبنا الأول من دون الحاجة إلى دعوة كل المحترفين. وعلى هذا الأساس نقول : نتمنى من اتحادنا أن يدّخر جهوده في الترتيب والإعداد للمباريات الودية القوية والانتظام بشكل منهجي في جداول ( FIFA DAY) أسوة ببقية المنتخبات من دون الحاجة إلى إسكات بعض الأصوات الثائرة والممتعضة أوالمتقاطعة مع طريقة عمله وأن يهتم كثيراً بدوري الفئات العمرية مطالبين إياهم ان يقترحوا على الدول المنضوية في اتحاد غرب آسيا بضرورة تكوين منتخبات عمرية لسنوات (16-17-18-تحت 21 ) على غرار الاتحاد الأوروبي مدعومة بطولات ومسابقات منها للاستفادة من المواهب والتدرج السليم و للحد من آفة التزوير وهي أفضل حالاً من فكرة الرديف التي بطل العمل بها في البلدان المتقدمة ولكنها ما تزال تعشش في أدمغتنا منطلقين من تجارب قديمة لا تنسجم مع واقعية كرة القدم اليوم ما دمنا نرزح تحت كلاسيكية النهج والتي جعلت من البعض يتخذها فرصة ليجلد ظهور الاتحاد بسوط الانتقادات اللاذعة بعد إن خرج من مولد الغنائم بلا منصب والبركة بلجاننا الفنية التي تحولت بقدرة قادر إلى ملاكات تدريبية متنقلة تفاضل وتختار لها الأفضل من بين العروض.علماً بأن الرديف ليس حلاً لمشاكل كرتنا المثقلة بالتحديات والمصاعب بانتظار ربيع التغيير المزعوم بأجندات التخطيط والتفعيل والتطوير إن كانت هناك فعلاً أجندات بهذا الصدد لأننا لم ننل حتى الان غير العهود والوعود والكلام المعسول وأماني هذا المسؤول!
رأيك وأنت حر :الرديف ليس حلاً!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 08:53 م