إياد الصالحي لا يختلف اثنان بشأن الشخصية الادارية التي فرضها نعيم صدام قبل وبعد انتخابه ضمن التوليفة الحالية لاتحاد الكرة بعد أن أمضى مسيرة مميزة مع المنتخبات الشبابية والوطنية في أصعب فترة مرّت على الكرة العراقية عقب مطالبته ورفاقه مواصلة المرحلة الذهبية لسلفهم من جيل حسين سعيد وعدنان درجال ورعد حمودي مطلع العقد التسعيني العصيب .
ولم تكن الشخصية وحدها مؤثرة في رسم هذه الصورة عن نعيم صدام، بل طروحاته الشجاعة وأفكاره الناجعة ودفاعه عن الحق أمام أيّ كان حتى لو اتحاد الكرة نفسه مثلما سرّب الينا القريبون من بيت الاتحاد دوره في معارضة الكثير من توجهات الاخير التي شعر بعدم توافقها مع الظروف الراهنة .شخصياً التقيت بنعيم في العاصمة القطرية الدوحة مؤخراً وكان صريحاً في اجاباته على الكثير من التساؤلات التي أثرتها في حديثنا الودي هناك ، لكنني استذكر هنا محوراً مهما دفعني لتناوله اليوم يرتبط بالمهمة الجديدة التي أوكلت اليه بصفة "مستشار فني لكرة الكهرباء " وهي أن نعيم صدام بمعية الزملاء الجدد شرار حيدر وكامل زغير وعلي جبار ويحيى زغير وعبد القادر شمخي ممن نالوا ثقة الهيئة العامة ، يعدون من الجيل الوسط أو حديثي العهد في العمل الاداري الاتحادي ، ولهذا فمن الصعوبة بمكان أن نجد تبدّلاً كاملا في تقاليد العمل وآلياته وستراتيجية قيادة اللعبة طالما بقيت ذات الوجوه السابقة بمختلف كفاءاتهم ومستوياتهم تمارس الازدواجية في فرض سياساتهم بسبب ترتيبهم المصالح الناديوية أولاً فالاتحاد ثانياً ثم المسكينة (الكرة العراقية) ثالثاً ، والأمثلة كثيرة بامكاننا أن نسردها للدلالة على وقوع عدد كبير من أعضاء الاتحاد تحت طائلة الشبهات والاتهامات بمحاباة الأندية والدفاع عنها حدّ ارتكاب أخطاء لا تغتفر من أجل انتزاع حقوق باطلة !أعود فأقول ، ان المنصب الجديد الذي أسند لنعيم صدام يعد محاولة توريط صريحة (بعلمه أو من دونه) في فخ الولاء لنادي الكهرباء أمام أية مشكلة ربما تقع في منافسات الدوري المقبل ، والأمر واضح في تأكيد استنتاجنا أعلاه ، وإلاّ فإن منصب (المستشار) أمر مبالغ ومهوّل فيه ولا يتطابق مع الأمر الافتراضي الذي قضاه نعيم في المنطقة الفنية ، بل انه لم يكن راغباً في التواصل مع شجون التدريب حيث لم يوثق له تسنم قيادة فريق النادي خلال الدوري أو فترات التحضير أكثر من عدد أصابع اليدين !ان منصب المستشار الذي استهوى الكثيرين في الزمن العراقي الجديد لاسيما الذين لا نتوسم في خبراتهم وأعمارهم وثقافاتهم قواسم مشتركة مع استحقاقات التسمية ومتطلبات أدائها ، لا يمكن أن تستهوي نعيم صدام حسب علمي بتواضعه وخلقه وحرصه على جوهر العمل أكثر من شكله ، واعتقد انه يعي جيداً مدى امتعاض وقرف شخصيات كثيرة في مشهد الكرة العراقية خصوصاً أولئك الذين أحرقوا أعمارهم في خدمة المنتخبات لأكثر من ثلاثة عقود ويستكثرعليهم الاتحاد أو الاندية ضمهم الى لجان استشارية لم تدم إحداها اكثر من شهر واحد في تجربة الاتحاد السابق بعد أن وجد أنور جسام وأكرم سلمان وقبلهما الراحل عمو بابا ان كلامهم لا يُعجب الاتحاد ، وأن اتجاهات مقترحاتهم ترد في منعطفات سلبية شكلّت خيبة أمل لهم في أواخر العمر ندموا على قبولها لاحقاً!لتكن بداية نعيم صدام في العمل الاتحادي درساً مهماً جداً في الابتعاد عن كل ما يتعلق بالامور الفنية التي قد يجد نفسه يوماً في موضع خصم عنيد أمام الاتحاد (رغما عنه) في ظروف ما زالت بعض الأندية تشكو ظلم الأخير لها برجع صدى بعض مباريات الموسم الماضي بحجة اسقاطات (تآمرية) قتلت تواجدها في نخبة العشرين وانتصرت لمقاعد الغير في الانتخابات !
مصارحة حرة :ورطة مستشار الكهرباء!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 09:05 م