TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :سـجنــاء 8 شـبـاط

نص ردن :سـجنــاء 8 شـبـاط

نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 09:48 م

 علاء حسن سجناء 8 شباط شريحة واسعة من العراقيين،  تجاهلهم أعضاء مجلس النواب أثناء القراءة الأولى لمشروع تعديل  قانون يهدف لإنصاف كل السجناء السياسيين  الذين تعرضوا للاعتقال إبان النظام السابق،ولهؤلاء كل الحق في الإنصاف عبر إقرار تشريع يأخذ بالاعتبار حجم تضحياتهم ومواقفهم في مقارعة الديكتاتورية، وفي العراق هناك الملايين ممن حمل هذه الصفة، والأمر لم يقتصر على حزب معين او تنظيم سياسي محدد، بل طال كل القوى الوطنية العاملة في الساحة العراقية.
أثناء القراءة الأولى للقانون لم تتطرق فقرة واحدة منه الى سجناء انقلاب 8 شباط عام 1963، وأحيل مشروع  القانون للتعديل  لشمول سجناء معسكر رفحاء السعودي، تمهيدا لطرحه للقراءة الثانية ثم إقراره، وواضح ان القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب تناست الفصول المأساوية التي خلفها انقلاب شباط، وما  تركته من تداعيات مازالت حاضرة في الساحة العراقية، فسجناء 8 شباط معظمهم من المثقفين والمفكرين والأدباء والفنانين، وأعدادهم كبيرة جدا،  وبعضهم غادر البلاد  منذ سنوات،  وفضل المكوث في المنافي  ينتظر من النظام الجديد إنصافه كبقية السياسيين الذين قارعوا الديكتاتورية.قبل أيام  نشرت صحيفة محلية مقالات  لكتاب من سجناء 8 شباط  انتقدوا فيها مواقف الكتل النيابية  لتجاهلهم، ودعوا  ائتلاف الكتل الكردستانية بكل قواه الى أن يتخذ الموقف المناسب لإنصاف سجناء 8 شباط، لاعتقادهم  بان الأحزاب والقوى الكردية على معرفة كاملة بما حصل من أحداث في الساحة العراقية بعد ذلك الانقلاب، وان إقليم كردستان استقبل آلاف الشخصيات التي استطاعت التخلص من السلطة وقتذاك.بحسب رأي  القانونيين فان أي تشريع يجب أن تتوفر فيه شروط  شمول اكبر شريحة  للاستفادة منه،  والقانون المطروح للتعديل حاليا تجاهل  تنظيما سياسيا لم يجد من يدافع عن حقوقه،  لأنه فقد تمثيله في البرلمان،  فأقدم الأحزاب العراقية والعاملة في الساحة السياسية في العراق منذ مطلع الثلاثينات من القرن الماضي، و المعروف بتراثه  النضالي وحجم تضحياته، لم يتطرق احد لإنصاف سجنائه بعد 8 شباط وحتى سقوط  نظام صدام.مما لاشك فيه أن عضو البرلمان يفترض به أن يكون على معرفة واسعة بالتاريخ السياسي  الحديث، لأنه مشرع ومراقب، وحينما يطلع على أي قانون لابد ان يضع في اعتباره ذلك التاريخ بكل تفاصيله، لينصف المظلومين ويرفع الحيف عنهم، ولاسيما ان الأحداث السياسية في العراق،  لا يمكن  تجاهلها،  ومنها انقلاب شباط الذي يراه البعض بداية مرحلة الانحطاط في الحياة السياسية والقضاء نهائيا  على  تطلعات إقامة نظام ديمقراطي.ليس مهما ان يتذكر معظم أعضاء مجلس النواب انقلاب شباط  لإنصاف السجناء، ولكنهم وبلا  أدنى شك سمعوا "بنكرة السلمان" وكم كانت تضم من سجناء، ومن المعيب جدا أن ينصف  قانون سجناء  بعض الأحزاب،  ويتجاهل من أمضى سنوات شبابه في "نكرة السلمان ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram