قيس قاسم العجرش شيءٌ ما يحمل الخلل. وجهة معينة يجب أن تكون كاذبة أو إنها تحتفظ بنصف الحقيقة، بينما يغطي الضجيج على النصف الآخر. الجهود الأمنية لملاحقة الكواتم متميزة، لكن يبدو أن الأمر مثل الذي يفرغ الماء من سفينة مثقوبة؛ ما أن يسكب الكيلة إلى البحر حتى تعود وتدخل كميتها ذاتها من الماء عبر الثقب.
الكذب المستقبح في مثالياتنا صار وسيلة للاستمرار، ودائماً هناك من يتحدث عن ضرورة توفر الدليل بقبح وضوح الدليل نفسه، أتصور أن المعادلات الصعبة تتفكك من هنا، من رصد التناشز بين الواقع الذي لا يحتاج إلى دليل وبين من يصر باستكبار وتغطرس على نكران أي شيء إلا أن نسمي البقرة باسمها وهو ينكر، على طريقة القصة القرآنية المعروفة.لكن استجدّ موقف هنا نحتاج أن ننبه الناس عليه، نعرف جميعاً إن المرجعية الدينية المتمثلة بآية الله السيستاني غير معنية بعقد مؤتمرات صحفية وإيضاح موقفها من كل حدث كما يطالبها البعض، وهو أمر من آليات المرجعية المدركة لحقيقة أنها تسند نظاماً ديمقراطياً أو يفترض فيه كذلك.نعرف بالحدس والخبرة أن المرجعية لها تدريجات في إيصال رسائلها السياسية من حيث أنها بالأصل لا ترى تدخل المرجعية في السياسة إلا عند الضرورة التي تمنع الضرر فقط.ونعرف أن المرجعية بدأت تتململ من طريقة تعامل "المتنفذين" من السلطويين مع نفوذهم الممنوح بالثقة والبيعة والانتخاب وهي طرق لا تستوجب بالأصل وجود "متنفذ" في قبالة القانون. نعرف أيضاً أنها أغلقت الأبواب أمام نهّازي الفرص من السياسيين ممن يسعون في لحظات الحراجة إلى مقابلة المرجعية لإعادة شيء من هيبة المنصب التي هدروها بالرخص.ولفظة "متنفذين" وردت في خطبة الجمعة على لسان ممثل المرجعية التي نعرف أنها تمرر رسائلها السياسية عبرها مع التزام جانب عدم التدخل الأمور السياسية التي تحتاج من أصحاب القرار أن يقرروا وفقاً لإملاءات القانون ووفقاً لمتطلبات الوظيفة العامة.لكن شيئاً ما يحدث وفقاً للتدليس والمخاتلة والمراوغة التي تجيدها جهات بعينها في الحكومة.شيء ما يمنع القوة الأمنية المسلحة بالقانون وإرادة الشرعية من أن تكشف كل خيوط قصة (ألف كاتم وكاتم)، الى أن يطلع علينا قمر عمليات بغداد ليقول إن السلطة كشفت "معملاً كبيراً" لصناعة الكواتم.هذا لن يمر بسهولة يا أيتها السلطة.عليكم وبوضوح أن تخبرونا عن كامل القصة، كل التفاصيل، كل "المتنفذين" الذين يلعبون بخسة بأمن المواطن لزيادة نفوذهم وزيادة جنيهم من المغانمة الطائفية التي يرقصون على أنغامها منذ ثمانية أعوام.عليكم أن تشرحوا لنا كيف صار هذا المعمل "كبيراً" لصناعة الكواتم وكم أنتج وكم قتل وكم سرّح من العمال وكم خرّج من الإرهابيين "الأدوات" الذين صاروا بوضوح سلعة سياسية يحلو للبعض التلمظ بها.عليكم هذا، وفي الطريق إلى هذا الكشف، كل أقلامنا تتضامن مع المرجعية لنكشفكم أنتم لا غيركم.
تحت الضغط العالي :قياسات كاتم الصوت
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 4 أكتوبر, 2011: 10:57 م