TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > تركيا والوجوه المتعددة

تركيا والوجوه المتعددة

نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 08:14 م

علي نافع حموديrnالرأس الأول يتمثل ببحث تركيا المستمر عن موقع مهم في المنطقة العربية والشرق الأوسط من خلال ( افتتان العرب ) بالنموذج التركي للحكم والديمقراطية ومحاولة تقليده خاصة بعد أن نجحت أنقرة في كسب ود العرب عبر نشطائها في سفن كسر الحصار عن غزة ، وهي بالتالي نجحت في أن تهيىء لنفسها مكاناً في قلوب العرب باعتبارها وفق هذه الرؤية تنتصر لقضية العرب والمسلمين المركزية وهي قضية فلسطين ، وهذا الاتجاه هو الاتجاه الإسلامي الذي على أساسه وجدنا تركيا تبادر وتقترح وأحياناً كثيرة تتفاوض
، وأخيراً تُصعد من لهجة تعاملها مع إسرائيل وعلاقاتها به إلى درجة باتت على شفا أزمة سياسية مع تل أبيب، كل هذا لكي تكسب ود العرب والمسلمين. ومن هنا نجد بأن قيام أردوغان بزيارة إلى القاهرة، بالتزامن مع الأحداث الكبيرة التي أدت لخروج السفير الإسرائيلي مطروداً من القاهرة على خلفية الاحتجاجات الشعبية الكبيرة . وتوقيت هذه الزيارة أدت لأن يحظى الزعيم التركي باستقبال كبير من الشعب المصري الذي تجمعت أعداد غفيرة منه لاستقباله رغم وصول طائرته في منتصف الليل، للتعبير عن حبهم له، وإعجابهم بمواقفه، وهو ما لم يحدث لأي زعيم أو قائد عربي منذ عقود طويلة ، وهنا نجد بأن تركيا بدأت تستثمر الربيع العربي بشكل كبير جداً. خاصة وإن تركيا تدرك جيداً بأن لا شيء يوحد الشعوب العربية أكثر من كراهيتها إسرائيل كعدو مغتصب، وبالتالي فإنها تعزف على وتر مهم جداً ومن خلاله تنفذ لقلوب العرب وتفرض نفسها في المشهد السياسي العربي بعد أن فرضت هذا الوجود اقتصادياً عبر التبادل التجاري الواسع ، والاستثمارات الكبيرة ، ومن قبل غزت العالم العربي ثقافياً عبر مسلسلاتها الكثيرة والطويلة والتي نالت القبول في أواسط شبابنا. وهذا ما جعل الكثير من النخب السياسية العربية خاصة في مصر وتونس أن يعبروا عن مخاوفهم من طموحات الهيمنة التركية ممثلة بأردوغان على المنطقة ومحاولة فرض نموذج بعينه على الأنظمة الجديدة في هذه الدول. الرأس الثاني والمهم جداً وكما قلنا يتمثل برعاية تركيا للديمقراطية في العالم العربي على اعتبار إن التجربة التركية في التزاوج بين الإسلام والعلمانية والديمقراطية أتت أكلها في بلد يتوسط جغرافياً ديار المسلمين وأوربا وبالتالي شكل موقعه الجغرافي نقطة مهمة تجعل منه قريباً من العرب والمسلمين ومقبولاً منهم بدرجة كبيرة بحكم التأريخ والجغرافيا معاً ، وفي نفس الوقت يحتفظ بعلاقاته التجارية والسياسية والعسكرية مع الغرب بشكل يؤمن مصالحه ومصالحهم معاً.وربما هذا يدفع الكثير من الدول الكبرى للدفع بالنموذج التركي لأن يكون بديلاً عن النظم التي سقطت بفعل الثورات العربية ، خاصة وإن أمريكا والغرب تساورهما بعض المخاوف من إمكانية وصول متشددين ومتطرفين للحكم في بلدان عديدة أهمها مصر وليبيا وما يمكن أن يسببه ذلك من تداعيات كبيرة جدا ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط ، بل أوربا وأمريكا أيضا . أما على الصعيد الداخلي فتبرز الصورة الثالثة والتي تتمثل بتصعيد العمليات ضد المعارضة الكردية وهو يمثل صراعا قوميا أزليا بين الأتراك والكرد،وبالتالي نكتشف الوجه الآخر للسياسة التركية،هذا الوجه الذي هو بالتأكيد يتعارض مع ما تدعو إليه تركيا من استخدام لغة الحوار عبر نصائحها التي وجهتها ومازالت توجهها للكثير من الأنظمة العربية سواء القديمة منها أو الجديدة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram