تقول الباحثة الاجتماعية الدكتورة نوال الموسوي: إن الغيرة مرض، وفي العادة أي مرض يكون بحاجة إلى علاج، وهذا المرض منتشر بين النساء الموظفات والعاملات في مختلف المجالات، مشيرة إلى أن أسباب هذا النوع من الغيرة هو التركيبة الشخصية التي تنمو في بيئة خاطئة غير صحية تدفع هذه الموظفة إلى تمييز نفسها من دون بذل أي جهود إبداعية وتطويرية، لافتة إلى أن ما يشجع على انتشار مثل هذا النوع من الغيرة هو عدم تطبيق قواعد وقوانين العمل الحقيقية والأخذ بالمحسوبية والعلاقات.
الغيرة انفعال بعضه ذاتي، وبعضه الآخر ناجم عن أسباب خارجة على الذات،بل وتعتبره الباحثة في علم الاجتماع الدكتورة ابتسام الموسوي وجهاً لاحتقار الذات، بمعنى أن المرأة التي تأكلها الغيرة تعاني نقصاً في الإحساس بقيمتها الذاتية، وبالتالي بكرامتها، فتنتج عنها إجراءات عنيفة وانفعالات شديدة، مع إصرارها على عدم الاعتراف بشعورها بالغيرة، ومحاولة التظاهر بشيء من التماسك. وتعتقد الباحثة أن للظروف الاقتصادية والاجتماعية دورا كبيرا في تنامي الغيرة بين النساء وتفاقمها إلى حد أن تكون مضرة. وتبيّن عبير راضي وتعمل في وظيفة حكومية: أن غيرة زميلاتها منها دفعتها لقطع علاقاتها بالجميع، وبالتالي دفعتهن إلى تدبير مؤامرات لا تنتهي ضدها. من جهتها، تعترف زهراء علي وتعمل هي الأخرى في وظيفة حكومية بأن الغيرة في المهنة تبرز من قبل زميلات يحاولن الظهور من دون أي مواهب لهن تذكر، مستغلات التنافس بالشكل أو المستوى الاجتماعي أو إقامة علاقات وغيرها. وفي مناخ مشابه، ترى الناشطة في مجال المرأة تغريد علي أن الغيرة المهنية بين الموظفات يساعد على نشوئها رؤساء العمل الذين يفضلون التعامل مع موظفة على أخرى دون النظر إلى الكفاءة، مشيرة إلى أن هذا التمييز في التعامل له أسباب منها، مادية أو معنوية أو لارتباطهم في علاقة عاطفية سرية.
الغيرة بين الموظفات
نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 08:35 م