منذ ثلاثينات القرن المنصرم بدأت قيادة البارزانيين للحركة القومية الكردية ، وقد برز من هذه القيادة الشيخ احمد بارزاني وأخوه الملا مصطفى بارزاني ، وفي الأربعينيات استأنفت الحركة الكردية ثورتها ، إلى أن تنادت دول المنطقة الثلاث : العراق وتركيا وإيران لإنهاء الحركة الكردية والقضاء على دولة مهاباد التي أسسها القاضي محمد احد كبار الثوار الكرد . وتعاونت هذه الأنظمة على ملاحقة الملا مصطفى بارزاني و أتباعه حتى الحدود السوفيتية . إذ التجأ إلى الأراضي السوفيتية واستقبل فيها لاجئا سياسيا بحفاوة .وعندما سقط النظام الملكي بثورة تموز 1958 ، اهتمت قيادة الثورة بالقضية الكردية ، فنص الدستور المؤقت على حقوقهم القومية ، وعين كرديا كأحد أعضاء مجلس السيادة الثلاثة ، كما صدر العفو العام عن الكرد المشاركين في الثورة الكردية في العهد السابق وتركوا العراق في 3 أيلول من ذلك العام ، وفي مثل هذا اليوم من عام 1958 عاد إلى العراق الملا مصطفى بارزاني وأتباعه ، بعد سنوات النفي في الاتحاد السوفيتي . استقبل بارزاني في مطار بغداد استقبالا كبيرا ، وفي اليوم التالي التقى زعيم الثورة عبد الكريم قاسم وتبادلا الكلمات الودية
وقد خصصت الدولة له دارا كبيرة لسكناه طيلة بقائه في بغداد ، كما خصصت له ولأتباعه رواتب مجزية . وعندما صدر قانون الأحزاب الجديد ، منح إجازة تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في شباط 1960 . غير أن هذه العلاقة الودية سرعان ما أخذت بالتوتر والقطيعة، فالاختلاف الحاد ثم الاقتتال في خريف عام 1961 ، لتعود الثورة الكردية بزعامة بارزاني .
حدث في مثل هذا اليوم...بارزاني يعود إلى الوطن عام 1958
نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 09:06 م