TOP

جريدة المدى > سياسية > معلومات مسّربة وراء إطلاق حملة 2002 ضد أسلحة الدمار الشامل

معلومات مسّربة وراء إطلاق حملة 2002 ضد أسلحة الدمار الشامل

نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 09:32 م

o عن: افكار عن العراق في بداية ايلول 2002 اطلق البيت الابيض في ظل رئاسة بوش حملة اعلامية منسقة لاقناع الرأي العام الاميركي بالتهديد الذي يشكله صدام حسين. و اثبتت الادارة الاميركية براعتها في استغلال وسائل الاعلام بعد تسريبها قصة البرنامج النووي العراقي للصحافة، ثم اعتبرت القصة دليلا على ادعائها. و يبدو ان الاخبار المفتعلة عن اسلحة الدمار الشامل العراقية قد وفرت القناعة ضد صدام.
اطلقت الادارة حملتها في ايلول 2002، حيث بدأت بمقالة في نيويورك تايمز بقلم جوديث ميلر و ميشيل غوردون بعنوان " الولايات المتحدة تقول ان صدام يكثف مساعيه للحصول على قطع غيار للقنبلة الذرية ". و استمرت المقالة بالادعاء ان العراق حاول شراء الالاف من انابيب الالمنيوم لبناء اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من اجل صنع القنبلة النووية. و اضافت ان اجهزة الاستخبارات الاميركية كشفت ان صدام التقى بعلماء الذرة العراقيين و اثنى على عملهم. و ادعى المنشقون عن صدام ان هدف بغداد هو امتلاك القنبلة النووية، و قال مسؤولو الادارة للصحيفة ان برنامج العراق النووي سيجعل صدام يشكل تهديدا اكبر من ذلك اذ انه سيستخدم اسلحة الدمار الشامل محتميا بالقنبلة النووية. ذهب مساندو الحرب في البيت الابيض الى اكثر من ذلك اذ كشفوا عن مخاوفهم من ان العراق يتقدم في برنامجه اكثر مما تعرفه الاستخبارات الاميركية. و استمر التقرير بالحديث عن محاولات العراق السابقة لبناء القنبلة النووية و الادعاء بامتلاك العراق للمصانع الكيمياوية و البيولوجية. و رغم ان تقرير صحيفة التايمز تضمن ادعاءات منشقين عراقيين و مصادر اخرى فان الادعاء الرئيسي عن برامج صدام النووية جاء من الادارة نفسها. المرحلة التالية كانت احاديث اخبارية في (الصنداي) تكررت فيها هذه الادعاءات مرارا. ففي احد الايام ظهر نائب الرئيس ديك تشيني على ان بي سي، مدعيا ان العراق اعاد برامجه النووية و برامج اسلحة الدمار الشامل، و ان بغداد تشتري تجهيزات مثل انابيب الالمنيوم لبناء القنبلة النووية. ثم اقتبس تشيني مقالة نيويورك تايمز كدليل على مزاعمه. و استمر قائلا ان الولايات المتحدة لا تعلم ما اذا كان العراق يمتلك قنبلة ام لا لكنه تهديد يمكن لاميركا ان تتخذ اجراءات ضده دفاعا عن نفسها، و حذر من ان الولايات المتحدة ستصبح هدفا لأي سلاح ذري يبنيه العراق. في 12 ايلول نشرت ( مجموعة البيت الابيض) ورقة عن العراق بعنوان " عشر سنوات من الخداع و التحدي "، بقلم جيم ويلسون نائب رئيس اتصالات البيت الابيض كارين هيوز. حيث مرت الورقة على عدد من الجرائم التي ارتكبها صدام مثل اساءاته لحقوق الانسان و دكتاتوريته، ثم ذكرت برامجه النووية و الاسلحة، كما تطرقت الى احد المنشقين الذي ادعى ان العراق يمتلك مصانع بيولوجية و كيمياوية و نووية سرية. في اليوم التالي كتب ميلر و غوردن عن ذلك في التايمز، فكررا عددا من ادعاءات الادارة بالاضافة الى عدد من التهم ضد اسلحة الدمار الشامل العراقية. بهذه الورقة و المقالة انهت الحملة الاعلامية دورتها: اولا، سربت الحكومة قصة انابيب الالمنيوم الى التايمز، ثم اقتبس تشيني و غيره تلك القصة كدليل على اتهامات الحكومة لصدام، ثم كتب البيت الابيض ورقة مبنية في جزء منها على مقالة التايمز، ثم كتبت الصحيفة عن كامل القصة النووية مرة اخرى. و بشكل مفاجىء صار يبدو و كأن الجميع يتحدث عن التهديد الذي يشكله صدام حسين اذا ما حصل على القنبلة الذرية، في حين ان كل القصة بدأت بادعاء واحد اخبرت به الادارة صحيفة نيويورك تايمز. تزعم الرئيس بوش تلك الحملة من خلال مخاطبة الامم المتحدة في 12 ايلول. حيث قال بان العالم لا يمكن ان ينتظر حصول صدام على سلاح نووي، و حذر من ان المجتمع الدولي لن يعلم بامتلاك صدام للقنبلة الا حينما يستخدمها، و راح يدعي بان انابيب الالمنيوم هي دليل على ان العراق يحاول تخصيب اليورانيوم. اما بقية الخطاب فقد امتلأ بالاتهامات عن كيفية قيام العراق بتوسيع برامج اسلحة الدمار الشامل. هنا حاولت الحكومة الاميركية توسيع الدعم من اميركي الى عالمي من اجل اقناع المجتمع الدولي بان صدام يشكل تهديدا من الواجب التعامل معه. وسائل الاعلام الاميركية تميل دائما الى ان تحذو حذو الحكومة، و من هنا فعندما سرّب البيت الابيض قصة انابيب الالمنيوم الى صحيفة نيويورك تايمز، قامت بنشرها مباشرة، ثم استخدمت الادارة تلك التغطية للادعاء بان مزاعمها ضد العراق مدعومة من الصحف. ثم تكرر ذلك مرارا و مرارا في حملة اعلامية منسقة لاقناع الرأي العام الاميركي بان صدام يشكل تهديدا للبلاد من خلال محاولته الحصول على القنبلة النووية. لقد اثبت البيت الابيض براعته في استغلال وسائل الاعلام، لكن في النهاية لم يكن له الا تاثير بسيط على الراي العام في ذلك الوقت. ففي منتصف آب 2002 قال 53% من المشاركين في استفتاء (غولاب) بانهم يفضلون اجتياح العراق بينما 41% كانوا معارضين لذلك. خلال الحملة تصاعد عدد مؤيدي الحرب الى 57-58%، لكن في بداية ت1 عاد العدد الى 53%. ما اظهرته الحملة هو عدد وسائل الاعلام التي شاركت الى جانب الحكومة و ساعدت في الترويج للحرب. لقد اعتمدت وسائل الاعلام في كل ذلك على الحكومة كمصدر رئيسي لتغطيتها رغم ادعاء محرري نيويورك تايمز بان قصة انابيب الالمنيو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اتهامات
سياسية

اتهامات "القتل" و"الاجتثاث" تغير نتائج الانتخابات في اللحظات الأخيرة

بغداد/ تميم الحسن بعد مرور نحو شهر على الانتخابات التشريعية الأخيرة، ما تزال "مقصلة الاستبعادات" مستمرة، لتعيد خلط أوراق القوى السياسية الفائزة. فقد ارتفع عدد المرشحين الفائزين الذين جرى "حجب أصواتهم" أو "إبعادهم" أو...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram