TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان..مؤتمر القادة.. بارك الله فيكم!

كتابة على الحيطان..مؤتمر القادة.. بارك الله فيكم!

نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 09:37 م

 عامر القيسيrnبصراحة مريرة نقولها هي ان اكثرية قادة البلاد ،باختلاف النسب ، قد أكدوا بالتفصيل الممل قناعات الشارع العراقي بان لا فائدة ترتجى من هذا النمط من القيادات التي تثبت يوميا، وان لا علاقة لها على الاطلاق بواقع الحال . وهي قيادات لا تهز شواربها التفجيرات والاغتيالات وضياع المال العام وأعداد الأرامل واليتامى والمهاجرين والمهجرين ولا خراب البلاد والعباد .
يدخل السادة بأناقتهم المفرطة وابتساماتهم العريضة يقبلون بعضهم بحرارة غير قلبية ويتبادلون النكات السريعة والتعليقات العابرة ، يجتمعون ويختلفون ثم تجمعهم مائدة دسمة ثم ينصرفون على بركة الله ورعايته لهم لتنطلق من السنتهم الاتهامات والتهديدات والاختلافات فنجد انفسنا نحن ابناء هذا الوطن المبتلى بهم في المربع الاول كما يقولون للناس امام الفضائيات ! هذا هو واقع حال اجتماعات وعلاقات قادتنا الكرام ، كنّا نأمل منهم الشجاعة الكافية لتجاوز الخلافات والنظر الى مصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الاولى ، لكن اصرارهم على الاختلاف والتناحر دمر البلاد وسيدمر ما تبقى منها وهم يتفرجون بكل أريحية وراحة بال. الاسئلة المطروحة عن الاجتماع هي: هل ان مشكلتنا الاولى والرئيسية وما يعاني منه الناس هي وجود القوات الاميركية وان كان من سيبقى منهم بحصانة او من دونها ؟ هل هذه القضية هي التي تعطل تقدم العملية السياسية العرجاء ؟ هل هي المشكلة التي تعطل توافق علاوي والمالكي وتمنع حل الاشكالات بين بغداد واربيل ؟ هل هي التي أعاقت وتعيق تنفيذ اتفاقية اربيل التي اتفق عليها قادة الكتل الكرام ؟ هل وجود الاميركان سيمنع حل معضلة مجلس السياسات أو تطبيق المادة 140 ؟ الواضح ان القادة اجتمعوا ،مع الغيابات الظاهرة ، من اجل قضية لا تشكل الآن محور مشاكل البلاد ولا هي من هموم المواطن اليومية التي ينام ويصحو شاغلا باله بها ! يقول البيان كان الاجتماع ايجابيا وتميز بالصراحة والودية . ليديم الله عليم الود والشفافية والمكاشفات بروح الأخوة الأعداء ولكن ماهي النتيجة ؟ لا العراقية راضية ولا دولة القانون مقتنعة ولا الكرد وجدوا حلحلة للازمة . بيان مقتضب عبر بكل وضوح ليس فقط عن عمق الخلافات ، وانما عن عدم قدرة الكثير من هؤلاء القادة على ان يرتفعوا الى مستوى مسؤولية التحديات الراهنة ، بل ان عدم اتفاقهم هو استهانة مكشوفة بحياة المواطنين ومستقبل البلاد ، لان وراء استمرار الاختلافات ، استمرار للقتل والتصفيات والضغوطات التي يدفع ثمنها المواطن . ماهو الحل ؟ بطاولة مستديرة أو دائرية أو مربعة ؟ لقد اجتمعوا على كل انواع هذه الطاولات والنتيجة واحدة موحدة ثابتة ، هي ان التخندق وراء المواقف هو سيد الموقف بلا منازع ! وان الاحتكام الى المصلحة الوطنية هو ابعد الاحتكامات عنهم ، مع ان احدا لا يشكك بوطنيتهم على الاطلاق . لكن النتيجة التي تمنيناها بالامس في عمودي " اثبتوا العكس " كانت هواء في شبك ، لان السادة لم يثبتوا العكس كما اردنا وانما اثبتوا الجملة الاخيرة من العمود وهي " ان البلاد ليست بايديهم" !! والسلام عليكم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram