TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن..السرقة وبشعارات ثورية

العمود الثامن..السرقة وبشعارات ثورية

نشر في: 5 أكتوبر, 2011: 09:50 م

علي حسينrnمن قال إن الدعوى التي رفعها اسامة النجيفي ضد النائبة حنان الفتلاوي يمكن ان تبرئ ساحته من جريمة إهدار المال العام ، البعض يعتقد ان لجوء النجيفي الى القضاء علامة داله على قوة موقفه ، وقبل ان ندخل في الموضوع نؤكد ان الكلمات السابقة والتالية هي تعليق على تصريحات صدرت من النجيفي والفتلاوي في آن واحد،
فالنائبة قالت انها تمتلك وثيقة تؤكد صرف أكثر من ملياري دينار لتأثيث منزل ومكتب رئيس البرلمان، والنجيفي رد بان "المصاريف التي ذكرتها الفتلاوي هي ليست لباب واحد وإنما لعدة أبواب"،لافتا إلى أن "الرقم يتضمن ترميم سكن الرئيس ومكتبه وتأثيثهما مع مبنى الثكنة العسكرية لفوج حماية الرئيس " اذن الرجل مظلوم ومبلغ الملياري دينار صرفت بالتمام والكمال وما على النائبة الا ان تدافع عن نفسها امام القضاء ، فما يقوم به السيد النجيفي من دعاوى قضائية ذات اليمين وذات الشمال ما هو الا ايمان منه بالقضاء العراقي ، وهو نفس الايمان الذي يدفع جميع السياسيين لإقامة دعاوى ضد وسائل الاعلام لانها تحاول الاقتراب من قلاعهم الحصينة ، طبعا من حق النجيفي ان يرفع دعوى قضائية كما ان من حق الفتلاوي ان تشهد بالحق ، ولكن الاهم من هذا كله هو حق الشعب في ان يعرف من الذي سرق امواله ومستقبل ابنائه.rnالسؤال الجوهري لم يكن هو: هل النجيفي محق في دعواه القضائية ام لا ولكن السؤال هو: كم مسؤولا متهما بتبديد المال العام وصرفه في اوجه غير شرعية ثم ــ وهذا هو الأهم ــ من الذي يتحمل مسؤولية ضياع عشرات المليارات من الدولارات في مشاريع وهمية. بلغة القانون لدينا ميزانية تجاوزت هذا العام الـ 80 مليار دولار ونريد كشعب أن نعرف كيف صرفت ولماذا ظل الحال على ما هو عليه ومن المسؤول عن ضياع هذه الاموال حتى يمكننا القصاص منه؟ وحتى يطمئن الناس، علينا ان نقول لهم بصراحة ان هناك مسؤولية رئيسية تتحملها معظم القوى المشاركة بالعملية السياسية ولا يمكن أن يفلت منها احد مهما حاول . انسوا معركة تأثيث بيت رئيس مجلس النواب وتعالوا نقر بان النجيفي ارتكب مخالفات مالية وادارية وأن ملفات الفساد التي تحدثت عنها النائبة الفتلاوي بها قدر كبير من المصداقية، ولكننا نسأل أليس هناك ملفات فساد كثيرة لم يقترب منها احد حتى هذه اللحظة لا لشيء إلا لأنها تمس أشخاصا تحرص السيدة الفتلاوي على عدم الاقتراب منهم ، بل أن البعض ممن ملأ الفضائيات أغاني وحكايات عن النزاهة والشفافية نراه يغض الطرف عن مخالفات كبيرة يرتكبها مسؤولون كبار في الحكومة ، وأسأل السيدة الفتلاوي هل اطلعت على ما قاله المخرج محمد جاسم والذي اكد انه عمل في قناة آفاق منذ عام ٢٠٠٦ ولغاية منتصف شباط من العام الجاري، وان عدد كوادر الفضائية يبلغ (٥١٢) منتسبا يتم صرف مخصصاتهم الشهرية من مكتب رئيس الوزراء . اذن الكل شركاء في ضياع اموال العراقيين ، مثلما هم مسؤولون سياسيا عن أي فعل مخالف للقانون في أي ركن من العراق. مرة أخرى السؤال الصحيح هو: من الذي أعطى الأمر بنهب أموال الشعب ومن الذي يتحمل ذلك؟ وليس كم كلف تأثيث بيت النجيفي، والسؤال المهم: كم أزمة يعاني منها العراقيون يصمت نوابنا المحترمون تجاهها ، لا اريد ان اصادر حق الفتلاوي في محاسبة رئيس البرلمان ومساءلته ، لكن مواصلة حرق المراحل والقفز بأسرع من اللازم على هموم العراقيين تعد جريمة لا تغتفر. لو كنت مكان السيد النجيفي لهدأت قليلا ولو كنت مكان السيدة الفتلاوي لتريثت كثيرا قبل رفع شارة النصر .. المشوار طويل والقضاء لم يقل كلمته بعد في ملفات خطيرة للفساد .. والأهم أن الناس لن تقبل ان تسرق اموالهم واحلامهم بشعارات ثورية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram