بغداد / متابعة المدىrn كشف نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، أمس الخميس، أن الحكومة طالبت وزارة النقل بالبدء بتنفيذ مشروع ميناء الفاو قبل الانتهاء من تصاميمه النهائية، مشيراً إلى أنه ستتم دعوة الشركات الأوربية والآسيوية للتنافس لتنفيذ هذا المشروع.
وقال الشهرستاني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ميناء الفاو الكبير، الذي يتم وضع التصاميم النهائية له من قبل شركة إيطالية يحظى بأهمية كبيرة وهو في سلم أولويات المشاريع الحكومية"، مؤكداً أن "الحكومة طالبت وزارة النقل بتنفيذ المشروع مباشرة وحتى قبل الانتهاء من تصاميمه النهائية". وأوضح الشهرستاني أنه "ستتم المباشرة ببعض مراحل المشروع من خلال إحالتها إلى شركات عالمية كما هو الحال في مشروع موانئ التصدير النفطية الذي تمت إحالة مراحله إلى 12 شركة عالمية متخصصة". وأضاف الشهرستاني أن "العراق سيدعو الشركات العالمية الأوربية والآسيوية للتنافس في ما بينها لتنفيذ المشروع بشكل علني وشفاف". واعتبر الشهرستاني أن "ميناء الفاو الكبير سيكون من أهم المشاريع الاقتصادية، ويفتح آفاقاً اقتصادية كبيرة للتجارة الدولية والعالمية، كما سيشكل حلقة الوصل الجديدة التي تربط الشرق والغرب ذكر مسؤول إعلام شركة موانئ العراق امس الخميس، ان وزير النقل هادي العامري وصل الخميس الى محافظة البصرة لبحث إمكانية الإسراع في تنفيذ ميناء الفاو. وقال انمار الصافي لوكالة كردستان للأنباء(آكانيوز) إن "وزير النقل هادي العامري وصل إلى البصرة برفقة مجموعة من المسؤولين في الوزارة، للقاء الكوادر المشرفة على تنفيذ مشروع ميناء الفاو، وبحث إمكانية الإسراع في تنفيذه" مشيراً إلى أن "وزير النقل سيقوم بزيارة ميدانية إلى موانئ البصرة وبقية تشكيلات الوزارة في المحافظة". ويعتبر مشروع ميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة (550 كم جنوب العاصمة العراقية بغداد) الذي وضع حجر الأساس له في نيسان 2010، من المشاريع الضخمة في العراق والمنطقة، إذ تتجاوز كلفته الإجمالية أربعة مليارات يورو، وتقدر طاقة الميناء الاستيعابية المخطط لها 99 مليون طن سنوياً ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على منطقة الخليج العربي. من جانبه، طالب مصدر مسؤول في مشروع ميناء الفاو الحكومة بضرورة اتخاذ قرار واضح للمباشرة في تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "على الحكومة اتخاذ قرار واضح للمباشرة بتنفيذ المشروع وتسهيل العمل بقانون رقم 157 للمشاريع الكبرى وتشكيل هيئة عليا لإدارة الميناء يكون رئيسها بدرجة وزير وعضوية الحكومة المحلية". وأوضح أن "العمل في المشروع يتضمن خلال المرحلة الحالية تنفيذ طريق بطول (4.6) كم يربط الطريق العام لقضاء الفاو بالميناء، وطريق آخر يقع بمحاذاة ميناء الفاو " وتتجه وزارة النقل العراقية إلى اتخاذ إجراءات استباقية للحد من تأثيرات إنشاء ميناء مبارك الكويتي الذي وصفه خبراء عراقيون إنه سيترك آثاراً سلبية على حركة الملاحة العراقية في الخليج العربي وهو الممر المائي الوحيد في البلاد. . وكانت وزارة النقل قد وضعت، في شهر نيسان 2010، الحجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير، وتشير تصاميمه الأساسية إلى احتوائه على رصيف للحاويات بطول 39 ألف متر، ورصيف آخر بطول 2000 متر، فضلاً عن ساحة للحاويات تبلغ مساحتها أكثر من مليون م2، وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة 600 ألف م. ووقعت وزارة النقل في شهر آب من العام الماضي 2010، عقدا مع شركة تكنتل الإيطالية لوضع التصاميم لمشروع ميناء الفاو الكبير بكلفة بلغت ستة مليارات دولار، حيث ستبلغ مدة التنفيذ أربع سنوات بعد الانتهاء من إكمال التصاميم النهائية، فيما أشارت الوزارة إلى أن الميناء الجديد سيستوعب 70 مليون طن من الحاويات، و44 مليون طن بالنسبة للبضاعة المتنوعة والذي سيسد احتياجات العراق للتصدير والاستيراد لغاية عام 2038. من جهة أخرى، باشرت الكويت، في السادس من نيسان الماضي، إنشاء ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان القريبة من السواحل العراقية، وذلك بعد سنة تماماً من وضع وزارة النقل العراقية حجر الأساس لمشروع إنشاء ميناء الفاو الكبير، مما تسبب بنشوب أزمة بين البلدين، ففي الوقت الذي يرى فيه الكويتيون أن ميناءهم ستكون له نتائج اقتصادية وإستراتيجية مهمة، يؤكد مسؤولون وخبراء عراقيون أن الميناء الكويتي سوف يقلل من أهمية الموانئ العراقية، ويقيد الملاحة البحرية في قناة خور عبد الله المؤدية إلى ميناءي أم قصر وخور الزبير، ويجعل مشروع ميناء الفاو الكبير بلا قيمة. يذكر أن العراق يمتلك خمسة موانئ على الخليج العربي وهي المعقل والفاو وأم قصر وخور الزبير وأبو فلوس، إضافة إلى ميناءين نفطيين وهما البصرة وخور العمية.