خليل جليل يبدو أن القرار الأخير الذي اعتمده الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وكان طبعاً متوقعاً في استبعاد مباريات منتخباتنا من ملاعبنا وارضنا نتيجة لعدم توفر ما يؤكد عليه (فيفا) ، لم يحرك ساكناً ولم يدفع بالمؤسسات الرياضية لدينا ومعها اتحاد كرة القدم للتفاعل مع هذا القرار والتحرك سريعاً وبشكل جاد لإيجاد ما يؤمّن للكرة العراقية استحقاقها وينتزع هذا الاستحقاق بدلا من النظر الى هذه القضية من زاوية واحدة تكتفي باعلان تأسي هذه المؤسسة الرياضية وابداء اخرى أسفها لتنتهي القضية من المنظور العراقي عند هذا الحــد.
نحن لا ننكر بأن الواقع الذي تعيشه ملاعبنا وتحديداً ملاعب الاندية التي تخوض منافسات الدوري سواء في العاصمة أو بقية المحافظات بات واقعاً غير مقبول ، وان كل شيء في تلك الملاعب لا يمت بصلة الى منافسات ابسط واضعف دوري في العالم نتيجة غياب الاهتمام بها بعد ان اخذت الاندية والمؤسسات الرياضية الحكومية بتبادل الآراء والاتهامات وكأن هذه الملاعب ليست ملكاً للدولة والاندية والمؤسسات الرياضية وانما أخذ البعض يعتبرها جزءاً من ممتلكات شخصية لا تستحق الاهتمام مما وضعها في حال مزر ومخجل!إن الارقام الهائلة التي تخصص بين الحين والآخر من أجل هذا المشرع او غيره من المشاريع التي لم تظهر على سطح الواقع ، نعتقد بان جزءاً بسيطاً من هذه الارقام المهولة يكفي لبناء وتحديث وتطوير العشرات من ملاعب كرة القدم المنتشرة في مختلف المحافظات والمدن العراقية والتي تعود الى الاندية سواء كانت هذه الاندية عائدة الى وزارة الشباب والرياضة او الى مؤسسات اخرى فكلها تنطوي تحت مظلة الريباضة العراقية.. فليس من المعقول ان تسحب المؤسسة الرياضية الحكومية المعنية هي قبل غيرها بهذا الامر، نفسها تحت ذريعة ارتباط هذا الملعب او غيره بمؤسسات اخرى.إن عشوائية التخطيط الرياضي الذي يفترض ان تضطلع بمهمته المؤسسة الرياضية الحكومية وما يتعلق بحداثة الملاعب ، يبدو انها صارت واحدة من خلفيات قرار استبعاد مباريات منتخباتنا ، تكمن في قناعة المؤسسات الدولية لكرة القدم بعدم وصول ملاعبنا بعد الآن الى المستويات التي تعتمدها البلدان ، وحتى البلدان التي لا تمتلك ثروات يمتلكها العراق وقدرات مالية تضاهي او توازي ما تعلن الدولة من ارقام كبيرة جداً في ميزانياتها المخصصة لأوجه الحياة من دون ان تجد كرة القدم نصيباً يسيراً في تلك الميزانيات. وما طرحه وتحدث به مسؤولو الاندية وبشكل مستمر من معاناة ومصاعب ومشاكل كبيرة تعانيها ملاعب تلك الاندية يؤكد ما نذهب اليه هنا ونحن نتوقف عند اسوأ المراحل والفترات التي تمر بها ملاعب انديتنا التي هي اساساً تنتمي الى الرياضة العراقية وليس لشخص او وزارة او مؤسسة فكل ما يصرف عليها هو من مال الدولة العراقية وليس من جيب شخص.فليس من المنطق ان تبقى دول اخرى كانت تضع للكرة العراقية وملاعبها الف حساب باتت الآن تتندر على كرة القدم في العراق وتترحم على منتخباتنا وهي تأويها وتـُصبح لها ملاذاً آمناً ونستجدي منها عطفاً على حال الكرة العراقية في ظل بؤس ملاعبنا التي ترقد فوق كنز ثمين من المال العام والثروات لكنها غير مخصصة لها ! فبلدان العالم وحكوماتها تفتخر بين الحين والآخر بافتتاح وتدشين العديد من ملاعب كرة القدم استعداداً لمناسبات كروية تخص منتخباتها وفريقها وهي تظهر اهتماماً لافتاً بهذه اللعبة الشعبية الاولى في العالم ، فنحن متى نظهر اهتمامنا لها ؟
وجهة نظر :مَن يلتفت لملاعبنا البائسة؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 7 أكتوبر, 2011: 08:05 م