TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :حق العودة.. لليهود أيضاً

في الحدث :حق العودة.. لليهود أيضاً

نشر في: 7 أكتوبر, 2011: 08:24 م

 حازم مبيضين بعد العربي الليبي اليهودي داوود غيربي, الذي عاد إلى وطنه عقب إطاحة القذافي, يأتي دور التونسي اليهودي جيل يعقوب, الذي سيكون اليهودي الأول والوحيد الذي يخوض انتخابات المجلس التأسيسي, في خطوة لا سابق لها في تاريخ تونس الحديث, وهو يترشح ضمن لائحة حزب جديد صغير,
لا يتمتع بإمكانيات كبيرة, لكن برنامجه يعجب مواطني ضاحية حلق الواد, قرب العاصمة التونسية, التي كانت من معاقل الجالية اليهودية, مع علمه أنه لم يسبق أن انتخب أي يهودي, وأن كل الذين تولوا مناصب سياسية, كانوا يشغلون مواقعهم عبر التعيين, وهو بالإضافة إلى ذلك, يترشح معتمداً على مواطنته التونسية, والتزامه الشخصي, ولا علاقة لذلك بالتوانسة اليهود الذين لا يتجاوز عديدهم ألفي شخص في كامل أرجاء البلاد.  يحلم الرجل الستيني الحامل لشهادة الدكتوراه, بتونس متعددة متنوعة الثقافات, يساهم فيها المسلمون واليهود والبربر في ازدهار البلاد بدون إقصاء ولا تهميش, وهو لا يريد أن يلعب دوراً شكلياً, ويسعى للمساهمة في تنفيذ برنامج حزبه, وإنشاء وظائف في المناطق المحرومة, بعد أن لعب دوراً رئيساً في الإشراف على ورشة لتعليم الصناعات التقليدية, التي يعشقها مثلما يعشق إحياء تاريخ التراث اليهودي, عبر دار الذاكرة التي تأسست في فرنسا, وانتقلت إلى تونس بعد سقوط نظام بن علي, وهو يأمل ( رغم ضآلة فرصته ) في شغل مقعد في المجلس التأسيسي، في أن تتعلم الأجيال القادمة تاريخ تونس, الذي يعود إلى ثلاثة أو أربعة آلاف سنة وأن يترك السياسيون مكاناً للأقليات.الليبي والتونسي اليهوديان الباحثان عن دور في بلديهما, بعد سقوط نظامي الطاغيتين بن علي والقذافي, يستحضران إلى الذاكرة الكتابات التي ينشرها العراقي اليهودي شؤول منشيه, ويستذكر فيها أحوال اليهود في بلاد الرافدين قبل تهجيرهم منها, مثلما يستحضر المشروع الشجاع, الذي أطلقه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ثمانينات القرن الماضي, لعودة العرب اليهود الذين هجروا إلى فلسطين, إلى بلادهم الأصلية, والذي حظي شكلياً برضا الزعماء العرب المعنيين, دون خطوات عملية لتنفيذ المشروع, وبالعكس من ذلك تم اغتيال الشهيد عصام السرطاوي, الذي كان يتولى خطوات التنسيق والترتيبات العملية للتنفيذ, كما أن بعض الدول العربية التي عاد البعض من يهودها إليها ضمن المشروع عاملت هؤلاء باعتبارهم جواسيس وعملاء للصهيونية ففروا مجدداً بجلودهم وكانت الوجهة فلسطين.لعل في الحادثتين ما يستوجب العودة إلى مشروع أبو مازن, على أن يتم هذه المرة بجهد شعبي, يستلهم حالة الربيع العربي الذي تتحرك فيه الشعوب بوحي من إيمانها بالديمقراطية, التي تعني هنا التعامل المتساوي مع المواطنين, بغض النظر عن ديانتهم أو مذهبهم أو قوميتهم, وفي يقيني أن مشروعاً كهذا يستحق التبني من القيادات الشبابية للحراك الشعبي العربي, وهي قيادات متفتحة العقل ونقية الضمير, وقادرة على الفعل الايجابي, وليست مرتهنة لسياسات شوفينية متحجرة.مشروع عودة اليهود يستحق البحث والتبني والتأييد والدعم , خدمة لفكرة العدالة أولاً وأخيراً, وهي فكرة لابد وأن تخدم القضية الفلسطينية, في حال تطبيقها بنجاح وصدق, فالعرب اليهود يستحقون الحصول على حق العودة الذي ننادي به للفلسطينيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram