TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :رسالة جمع "التحرير"

كردستانيات :رسالة جمع "التحرير"

نشر في: 7 أكتوبر, 2011: 08:26 م

 وديع غزوان   لم يكن عدد الحضور بذي بال في هذه الجمعة أو التي سبقتها ، وكان المتواجدون ، على قلتهم ، موزعين بين متقاعدين يعانون ظلم الراتب القليل والمعاملة السيئة ، وآخرين يطالبون بدور ثالث للراسبين من طلبة الصفوف المنتهية ، وأفراداً  توزعوا تحت نصب الحرية أو في حديقة الأمة أو مقابل ساحة التحرير ، وكانت الصورة رتيبة لحين حضور شاب ،
 ربما لم يتجاوز عمره العشرين ، دخل وسط الجمع القليل هذا وأخذ يردد بأعلى صوته " اليوم يومك ياشعب تاخذ حقوقك "  ما أثار الحماسة لديهم وأخذوا يرددون خلفه نفس الأهزوجة والتفّت أربع نسوة حوله لم ألحظ تخلف أي منهن عن مسيرة " التحرير " جمعة  ، ليشددن آزره ،وما هي إلا لحظات حتى تحولت الساحة إلى شيء آخر حيث ترك كل واحد شعاره الخاص ليجعله واحداً هو التغيير والإصلاح الحقيقيين ، فهما الكفيلان برسم بداية الطريق لمعالجة ما نحن فيه .  كنت أتمنى أن أتحدث مع هذا الشاب الذي ملأ الجو حماساً وجعل " جندرمة " السلطان بمختلف أصنافهم ، يتأهبون وينفضون صورة الكسل التي كانت بادية عليهم ، غير انه اعتذر وقال :عمي انتظر لان " الجماعة ويقصد كما أظن أطراف الحكومة يظنون أننا يئسنا ، لكننا وبحق العراق لن نتوقف عن الاحتجاج حتى يتحقق الإصلاح الذي يليق بنا " وعاد مرة أخرى ليشد من عزم الحضور بأهزوجات بسيطة ، استطاع من خلالها أن يصنع شيئاً . وأحسب أن هذا الشاب نجح في إيصال رسالة عما أصبحت تشكله ساحة التحرير من رمز في نفوس العراقيين سواء من واظب منهم على حضور فعالياتها الاحتجاجية أو شارك فيها بشكل متقطع أو أيدها من بعيد  على طريقة أضعف الإيمان ، رسالة تقول إن " " التحرير " ستبقى محطة في مسيرة العراق الجديد ، تعبر عن رغبة  وتطلعات شعب بمختلف مكوناته بالحفاظ على ما تحقق من حريات ولو في حدود معينة مع السعي لترسيخها ,  إضافة لتأشيرها مدى العجز والخور الذي وصلت إليه أطراف سياسية سجلت فشلاً ذريعاً في مجال كسب ثقة  المواطنين وخسرت احترامها عندما تكشفت في ساحة التحرير كل أقنعتها المتسترة بالشعارات الفضفاضة .  إن المراقب لما يجري كل جمعة في ساحة التحرير وعدد المعدات والآليات والأفراد المنتشرة في أطرافها وفي الشوارع والأزقة المحيطة بها ، يلمس إن ما نقوله ليس كلاماً إنشائيا ، بل هو واقع جسّدته الاحداث والوقائع منذ الخامس والعشرين من شباط حتى الآن  ، وان قلة الحضور للساحة لاتقلل من أهميتها كرمز للاحتجاج والمطالبة بالحقوق .. بل تأكيد لبعد بعض السياسيين عن جمهورهم الحقيقي  وعيشهم حالة خوف دائمة من سماع صوتهم   ، وهنا  ربما نجد أنفسنا مضطرين للعودة بالذاكرة إلى  تكتلات وأحزاب ادعت انتماءها للوطن والمواطن وتحكمت في مقدراته ، لكنها سرعان ما خسرت ولفظها التاريخ عندما ابتعدت عن سرّ بقائها المتمثل بملايين الفقراء والمحرومين ، صورة نسيها بعض سياسيي اليوم ، فتحولوا إلى طلاب سلطة ليس غير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram