TOP

جريدة المدى > سياسية > حفيد الخوئي: لا قلق من اختيار مرجع أعلى بعد السيستاني

حفيد الخوئي: لا قلق من اختيار مرجع أعلى بعد السيستاني

نشر في: 7 أكتوبر, 2011: 09:14 م

 النجف/ سعد سلوم أكثـر ما يشغل بال الشيعة العراقيين هو موقع النجف كعاصمة روحية لشيعة العالم في ظل منافسة حوزة قم الإيرانية لها. ويبدو هذا السؤال معقودا على من سيخلف المرجع الأعلى علي السيستاني (81 عاما) الذي يستقر في النجف ويؤثر بثقله الروحي على معظم الشيعة المتدينّين في العالم.
حول هاتين المسألتين كان لـ"نقاش" حوار مع جواد الخوئي حفيد المرجع الأعلى السابق للحوزة في النجف أبو القاسم الخوئي. يشغل الخوئي الشاب منصب الأمين العام المساعد لمؤسسة الإمام الخوئي العالمية ومدير فرعها في العراق، وقضى اثنتي عشرة سنة بالدرس والتدريس في الحوزة العلمية في قم ويواصل الدراسة في المراحل العليا بالحوزة في النجف، فضلا عن دراسته الدكتوراه في جامعة الأزهر، وسبق له أن حصل على شهادة الماجستير من جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن، وشهادة البكالوريوس من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في بريطانيا ببحث عنوانه "الأقليات الدينية في العراق". وجواد الخوئي ناشط في مجال الحوار بين الأديان والمذاهب ومن الموقعين الـ 138 على وثيقة "كلمة سواء" التي قدمت من علماء المسلمين إلى المسيحين واليهود والأديان الأخرى، ودعت إلى الاحترام والسلام بناء على القواسم المشتركة بين الأديان. "نقاش" التقت الخوئي في منزل جدّه الراحل في النجف وكان هذا الحوار:  ما خصوصية مكانة النجف كمدينة دينية فـي العالم الإسلامي؟ -  عرفت النجف باعتدالها ووسطيتها وانفتاحها على المدارس الإسلامية الأخرى، واذا راجعت تاريخها لن تجد جملة أو فتوى صدرت عنها ذات مضمون يشجع على العنف، وهناك أدلة كثيرة من تاريخنا تشهد بمثل هذا الاعتدال والانفتاح ليس على المدارس الإسلامية الأخرى فحسب بل حتى على الديانات الأخرى. فالشيخ محمد جواد البلاغي على سبيل المثال تعلم اللغة العبرية لكي يقرأ النصوص المقدسة بلغاتها الأصلية، وها نحن نجلس في منزل الراحل الإمام الخوئي زعيم الطائفة الشيعية وعلى بعد عشرة أمتار على يسار المنزل مقر للحزب الشيوعي العراقي وعلى يمينه وعلى بعد عشرين مترا ساحة جمال عبد الناصر رمز القومية العربية، وهذا مؤشر على وسطية النجف واعتدالها.  هل انتم مستعدون للانفتاح على الديانات الاخرى وتنمية الحوار بين الأديان؟ -  بالطبع، إن جهودنا لا بد ان تنصب على بقاء النجف على خط الاعتدال والانفتاح، ففي مدرسة العلم للإمام الخوئي التي نشيدها الآن مشروع جامعة لتدريس الأديان والمذاهب، وطموحنا كبير لتدريس الأديان الأخرى، بل ولا مانع لدينا لاستقبال الطلاب من الفاتيكان وغيره من المؤسسات الروحية للأديان لدراسة اللاهوت الشيعي، وتدريس لاهوت الأديان الأخرى للطلبة في النجف. لذا اعتقد أن من السهل والضروري انفتاح المدراس الأخرى على النجف سواء داخل العالم الشيعي أو العالم الاسلامي بعامة او حتى بالنسبة لأتباع الديانات الاخرى، ما دامت النجف مستعدة للانفتاح على العالم الروحي لجميع الأديان.  كيف سيتم اختيار مرجع أعلى كخليفة للمرجع الأعلى الحالي السيد السيستاني؟ -  اختيار مرجع أعلى يخضع لآليات مختلفة عن بقية المؤسسات الدينية، ففي مؤسسة دينية سنية كالأزهر يجري اختيار شيخ الأزهر رسميا من قبل الحكومة وفي المؤسسة الدينية الكاثوليكية يجري انتخاب البابا من قبل الكاردينالات لكن المؤسسة الدينية الشيعية تختلف من نواح ثلاث: أولا يدرج الشيعة "العقل" بوصفه أحد مصادر التشريع، ويترك هذا الأمر أثره على المؤسسة الدينية من ناحية كونها تظل قائمة على فتح باب التفكير والرأي وهو ما نعبر عنه فقهيا بـ"الاجتهاد" فلا قدسية لدينا لأي فكر بشري، لذلك هناك حيوية في النقاش وتبادل الآراء، والمرجع يفرض نفسه على مقلديه بقوة معرفته وليس هناك سلطة لاختياره لا تنبع من الإرادة الحرة لجماهير المؤمنين. ثانيا، الاستقلالية المالية المحضة، فالمرجع في المؤسسة الدينية الشيعية يرعى شؤون الطائفة من خلال مساعدات المؤمنين المالية والخمس والزكاة وليس هناك اعتماد إطلاقا على الدولة أو الحاكم، وتتبع استقلاليته المالية استقلاليته الفكرية وهامش الضغط عليه منعدم لذا لا يمكن لسلطة رسمية ان تؤثر على اختيار المرجع الأعلى. والثالث الانتخاب وهو انتخاب تلقائي -واستعمل كلمة انتخاب مجازا- من خلال استقطاب مقلدي المرجع السابق من قبل مرجع جديد، فليس هناك كاردينالات ينتخبون ولا سلطة زمنية تقوم بتعيينه دون النظر الى قوميته أو جنسيته أو لونه أو كونه سيد [متحدر من نسب الرسول (ص) أو الإمام] أو من عامة الناس فهناك شروط موضوعية لها علاقة بالتقوى والعلم. فالمرجع الأعلى يبدأ طالبا ثم أستاذا ثم أستاذا للبحث الخارج ثم مرجعا ثم مرجعا أعلى. وهي طريقة بطيئة من التكوين اللاهوتي والمعرفي تستغرق عقودا من الاجتهاد والدرس وتكريس الذات للمعارف اللاهوتية.  ما رأيكم بالآراء التي تماثل بين المرجعية الدينية في النجف والفاتيكان من حيث مركزية المرجع الأعلى التي تشبه مركزية البابا في العالم الكاثوليكي، وأن المراجع الدينيين حول المرجع الأعلى أشبه بالكارد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

القضاء يحسم 853 طعناً على نتائج الانتخابات

الداخلية: العراق بنى منظومة متطورة لمكافحة المخدرات

التخطيط تتجه لتوسيع الرقابة النوعية لتشمل الصادرات والواردات عالية المخاطر

قبول 1832 طالباً في المنح المجانية لكليات المجموعة الطبية

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد
سياسية

الفصائلُ تُصعِّد ضد السوداني وتهدد حياة موظفين بعد "خطأ الوقائع"

بغداد/ تميم الحسن تحوّلت ما عُرف بـ"فضيحة الوقائع" إلى منصة للهجوم على رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، وإلى ذريعةٍ متداولةٍ لمنعه من الترشح لولاية ثانية. واعتبرت فصائلُ مسلّحة وقوى سياسية - بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram