اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مـســرح تاجـانكــا.. نـهـايــة الأسطــورة

مـســرح تاجـانكــا.. نـهـايــة الأسطــورة

نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 06:59 م

عبد الله حبه موسكو اجتمع أعضاء فرقة مسرح تاجانكا بموسكو في مطلع أيلول الحالي بمناسبة بدء الموسم المسرحي الجديد في غياب مديره الفني وكبير مخرجيه يوري لوبيموف – الفنان المسرحي الأسطورة، فقد استقال المخرج من منصبه بسبب خلاف مع الممثلين حول الأجور.
وقد يبدو هذا السبب مبتذلا. لكن هذا ما حدث في براغ حين كان المسرح يقدم عرض مسرحية   "الرجل الطيب من سيتشوان" لبريخت التي بدأ بها المسرح مشواره الفني.وبهذا ترك المسرح مؤسسه الذي ذاع صيته في العالم منذ عام 1964 حين قدم مع طلابه في معهد شوكين هذه المسرحية بالذات على خشبة "مسرح الدراما والكوميديا" بموسكو الذي تحول اسمه لاحقا إلى مسرح تاجانكا. وأخرج لوبيموف فيه طوال أربعين عاما تقريبا أكثر من خمسين عرض مسرحي لمؤلفي المسرحيات منذ أيام الإغريق وعصر النهضة والقرن 19 الفضي بروسيا وحتى دوستويفسكي وتشيخوف وبريخت وبولجاكوف. وكان الفنان دائما في صراع شديد مع الموظفين الحزبيين السوفيت الذين اعتبروا أعماله خروجا على " الواقعية الاشتراكية" المعتمدة رسميا في مجال الثقافة في البلاد.ومنعت الرقابة العديد من أعماله المسرحية التي لم تقدم مرة أخرى إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.ثمة مسلمة يعرفها المسرحيون هو أن أي مسرح يولد ثم يشب ويبلغ ذروة الإبداع وبعد ذلك تدب فيه الكهولة والشيخوخة ومن ثم يأفل نجمه  . هذا ما حدث لمسرح " جلوب" الشكسبيري ومسرح " باليه رويال" المولييري ومئات المسارح الكبرى الأخرى في العالم. ولقد أسس لوبيموف في تاجانكا مدرسة مسرحية جديدة يعتمد فيها العرض على النص وأداء الممثلين مع الموسيقى والرقص والغناء. وكان لوبيموف يشرك في جميع عروضه كبار الشعراء والملحنين الموسيقيين ومخرجي الباليه والرسامين. وواصل هذا الأسلوب في العمل لدى إخراج المسرحيات  وعروض الباليه والأوبرا في مسارح فيينا وباريس ولندن وشيكاغو وبرلين وميلانو وغيرها من المدن.ولد يوري لوبيموف في 30 سبتمبر عام 1917 في عائلة فلاحية موسرة في قرية ابرامتسوفو بضواحي مدينة ياروسلافل.لكن بعد ثورة أكتوبر البلشفية صودرت أملاك العائلة وأصبحت معدمة تماما في فترة الحرب الأهلية. وانتقلت عائلة لوبيموف إلى موسكو بحثا عن الرزق في عام 1922. وفي فترة القمع الستاليني اعتقل والداه وأصبح مع شقيقته وشقيقه الأكبر  من المنبوذين ( المحرومين من الحقوق المدينة). وقد تركت تلك الاحداث آثارها في تكوين شخصية لوبيموف المتمردة على الدوام. وكانت والدته من هواة المطالعة وارتياد المسرح بصحبة أطفالها. وشاهد يوري ايامذاك في مسرح موسكو الفني عروض الأطفال مثل " الطائر الأزرق" لميترلنك و" ذو العقل يشقى بعقله.." لجريبوديوف .. بالاضافة الى " المفتش العام" لجوجول و" الغابة" لاوستروفسكي في مسرح مييرخولد. والتحق يوري بعد تركه المدرسة بمعهد مهني لعمال الكهرباء، وفي الوقت نفسه ارتاد مدرسة لتعليم الرقص الكلاسيكي. وفي عام 1934 التحق بالاستديو الثاني التابع لمسرح موسكو الفني الذي أسسه الممثل المعروف ميخائيل تشيخوف(هاجر لاحقا إلى الولايات المتحدة) . لكن الاستديو أغلق في عام 1936 في حملة مكافحة " الشكلية " في الفن.فالتحق يوري بمعهد شوكين المسرحي التابع لمسرح فاختانغوف. وشارك لأول مرة في عروض المسرح مثل " الأميرة توراندوت" لكارلو غوتسي و" جعجعة بلا طحن" لشكبير . وفي هذه الفترة تعرف على المخرج المجدد مييرهولد الذي دعاه إلى مسرحه قبل إغلاقه واعتقال مؤسسه. وشاهد هناك أسلوب مييرهولد في الإخراج الذي أولى اهتماما كبيرا إلى حركة الممثل(البيوميكانيكا) والعنصر البلاستيكي والموسيقى في أثناء بروفات مسرحية " بوريس غودونوف" لبوشكين. ومنذ تلك اللحظة بدأ لوبيموف بتشكيل مفاهيمه المسرحية التي طبقها لاحقا مع طلاب معهد شوكين المسرحي. في الوقت نفسه واصل العمل كممثل في مسرح فاختانغوف بموسكومع مخرجين كبار مثل سيمونوف وزاخافا واوخلوبكوف حيث شارك في أكثر من 30 عرضا مسرحيا. كما عمل في مجال السينما مع مخرجين مشهورين مثل الكسندروف ودوفشينكو وكوزينتسيف.إن جميع تجارب لوبيموف في المسرح والسينما قد أعطت ثمارها لاحقا لدى إخراجه مسرحية " الرجل الطيب من سيتشوان" لبريخت التي ما زالت تقدم على خشبة مسرح تاجانكا حتى اليوم.وبدا أن هذا العرض كان طلابيا لكنه أثار دهشة الجمهور للجرأة التي قدم فيها العرض بدون الديكور والأزياء المألوفة وبمرافقة المؤثرات الموسيقية والرقص والغناء. وكان هذا العرض ثورة حقيقية في المسرح السوفيتي. وبدأت من هذا العرض رحلة لوبيموف الإبداعية في الإخراج التي جلبت له الشهرة العالمية وصارت المسارح الأوروبية والأمريكية تدعوه لتقديم عروضه أو لإخراج المسرحيات والأوبريتات وعروض الباليه. فدعاه المخرج السويدي انجمار بيرجمان لإخراج " مأدبة في زمن الطاعون" لبوشكين على خشبة المسرح الدرامي الملكي في ستوكهولم ودعاه مسرح " المييدا" في

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بسبب الحروب.. الأمن الغذائي العالمي على حافة الهاوية

اعتقال "داعشي" في العامرية

التخطيط تبين أنواع المسافرين العراقيين وتؤكد: من الصعب شمول "الدائميين" منهم بتعداد 2024

هروب امرأة من سجن الاصلاح في السليمانية

وفاة نائب عراقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram