TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > المرأة وجائزة نوبل للسلام

المرأة وجائزة نوبل للسلام

نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 07:06 م

ميعاد الطائي في انتصار كبير للمرأة عبر مشوارها الطويل في نيل حقوقها وإثبات دورها الفاعل في التحولات الديمقراطية وفي مجال حقوق الإنسان حصلت الناشطة اليمنية توكّل كرمان على جائزة نوبل للسلام ضمن ثلاث نساء  لكفاحهن الطويل والمثمر في المطالبة السلمية بحق المرأة في المشاركة الكاملة في تحقيق السلام  .
ومن خلال قراءة للأحداث الجارية في المنطقة وتسلسلها الزمني نجد أن منح الجائزة لليمنية توكل كرمان قد جاء بعد انطلاق الثورات العربية في أكثر من دولة حيث لم تكن كرمان المرشحة العربية الوحيدة لنيل هذه الجائزة بل كان هناك الكثير من الأسماء لناشطين عرب أبرزهم وائل غنيم، الأمر الذي يعطي مؤشرات واضحة لنجاح الشباب العربي في إيصال صوتهم إلى الرأي العام ليشكل هذا ضربة موجعة للأنظمة الدكتاتورية التي كانت حريصة عبر العقود الماضية على تكميم الأفواه واتباع سياسة التعتيم الإعلامي ومحاولة وضع الشعب في سجن كبير بعيدا عن التواصل مع العالم الخارجي . توكّل كرمان كاتبة صحافية وناشطة حقوقية يمنية ورئيسة منظمة صحافيات بلا قيود نجحت في تكسير جميع القيود التي تكبل المواطن العربي بصورة عامة والمرأة بصورة خاصة لتصل بقضيتها بعيدا إلى مسامع العالم أجمع لا سيما بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام كأول امرأة عربية مسلمة تحقق هذا الانجاز لها ولبلدها الذي يشهد ثورة شعبية انطلقت منذ أشهر طويلة في تظاهرات سلمية كانت كرمان إحدى قادتها والداعيين إليها .ويرى المتابعون للمشهد العربي أن فوز كرمان بالجائزة يعد اعترافا دوليا بالربيع العربي وحق الشعب في التغيير وسيساعد على توجيه الأنظار إلى هذه الثورات خاصة في اليمن ،حيث مارست الصحفية كرمان نضالها على إحداث التغيير عبر عملها كناشطة حقوقية بارزة في الحركة الاحتجاجية اليمنية، وقد لعبت دورًا رائدًا في النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية والسلام في اليمن. ومن الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى أن فوز امرأة عربية بهذه الجائزة لها دلالات كبيرة وتأكيد على ضرورة مشاركة المرأة العربية في البناء الديمقراطي وصناعة السلام في بلدها وفي العالم . وتأتي هذه المناسبة في ظل التهميش الكبير للمرأة العربية في ممارسة حقوقها وحرمانها من المشاركة السياسية ودورها في بناء المجتمع فضلا عن إبعادها عن المشاركة في صنع القرارات بما فيها تلك التي تتعلق بحقوقها وحياتها .لذلك علينا أن نشرع نوافذ الأسئلة الآتية : ماذا سيشكل فوز كرمان بجائزة نوبل للسلام بالنسبة لوضع المرأة في العالم العربي ؟ هل سيساهم في توسيع مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية ؟ من خلال معرفة الواقع العربي يمكننا أن نقول بأن الأسباب التي تقف في طريق مشاركة المرأة في الحياة السياسية اكبر من أن تعالج من خلال منح جائزة لسيدة عربية حيث تقف الكثير من المعوقات أمام هذه المشاركة في مقدمتها الموروث الاجتماعي والنظرة الدونية للمرأة من قبل الرجل الشرقي والعربي بالتحديد . وفي حين تحرم المرأة من حقوقها في مجتمعاتنا تشترك مع كرمان سيدتان في تقاسم الجائزة إحداهما رئيسة دولة ليبريا ألين جونسون سيرليف  وهو الذي يعكس تبوُّء النساء مناصب مهمة في العالم ومشاركتها الرجل في قيادة البلاد على عكس ما يحدث في دولنا المتأخرة كثيرا في مجال مشاركة المرأة الحقيقية في مركز القرار بل وتحرم أصلا من حق الترشيح للانتخابات ومن حق الانتخاب في بعض الدول .ما نريد أن نقوله هنا بأن فوز كرمان بالجائزة سيكون دافعا قويا للنساء العربيات على المضي في المطالبة بحقوقهن وفي دورهن في بناء المجتمع والتحول الديمقراطي , ونتمنى من مرحلة التغيير التي يمر بها الربيع العربي أن تشمل تغييرا في المفاهيم والأفكار باتجاه إعطاء المرأة دورها الحقيقي وحقها في المشاركة في الحياة السياسية ،حيث يقول السيد  ثوربورن ياغلاند " رئيس اللجنة المسؤولة عن منح الجائزة ( لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم إلا إذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتأثير في التطورات على جميع مستويات المجتمع ).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram