TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :شــوف تاليـهــا

نص ردن :شــوف تاليـهــا

نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 08:54 م

 علاء حسن الصديق الإعلامي الناقد والكاتب المسرحي عباس لطيف ، عرضت له منتصف عقد التسعينات مسرحية  بعنوان " شوف تاليها " وكانت تتناول تأثير فرض العقوبات الاقتصادية في الحياة الاجتماعية  العراقية ، ومع حرص المؤلف على الالتزام بالخطوط والحواجز الحمر، إلا انه استطاع أن يثير التساؤل لدى الجمهور عن نهاية معاناة الشعب العراقي من جوع وفقر وحرمان ، وانحطاط المنظومة القيمية  حتى" يشوف تاليها " ، وهذا السؤال وجهته لصديقي  المؤلف  فردّني بجواب لا يخلو من سخرية  " اسكت وخليها " .
الحالمون بمستقبل أفضل،  يدركون أو يشعرون بأن الفواجع العراقية صناعة محلية بمواد وخبرة أجنبية ، ويحمّلون أصحاب القرار مسؤولية التراجع المستمر إلى الوراء على عكس شعوب العالم ودول المنطقة ، فالعراقيون  في منتصف القرن الماضي كانوا يتمتعون بمظاهر الحياة المدنية  ، ومع  استمرار الزمن فقدوا الكثير من مظاهرها ، وبقدر ما تحمل مفردة المستقبل من معاني تشير إلى التقدم والاستقرار والتفاؤل ، أصبح ماضي الشعب العراقي أفضل  من مستقبله ، فنظامه السياسي الجديد ، وبعد القضاء على الديكتاتورية ، مازال بحاجة إلى المزيد من الإجراءات  لإعادة بناء الدولة ، التي انهارت منذ سيطر العسكر والحزب   الواحد على السلطة ، وفرض الريف هيمنته على المدن . حينما تسأل أي عراقي من الجيل السابق عن حاله وأوضاعه يتأفف ثم يجيبك :" يا عمي  مع الأسف راحت أيام كبل"  ومثل هذا الشخص الذي كان في زمن النظام السابق ،  لا يسعفه راتبه التقاعدي على شراء "ركية"  تنطلق معاناته من  شعوره بأنه ينتمي إلى بلد يتمتع بثروات طبيعية  هائلة ، والملايين من أبنائه يعيشون تحت خط الفقر ، بحسب تقارير منظمات إنسانية دولية ، وبالأرقام والبيانات الدقيقة ، ولم تصدر من جهات سياسية لديها تحفظات على الأداء الحكومي . بعد مرور أكثر من شهر على طرح البرنامج الحكومي أمام مجلس النواب لمناقشته ، تمت استضافة بعض الوزراء ، وعلى طريقة الـ 100يوم  تجاهل البرلمان البرنامج ، لأن معظم الوزراء غير متفرغين ،في الوقت الحاضر ، لانشغالهم بملفات أخرى تتعلق  بدحر بمواجهة  التحديات والمؤامرات والمخططات التي تستهدف النظام الديمقراطي والعملية السياسية ، وكأن السلطة التنفيذية تريد أن تقول  للشعب  العراقي "شوف تاليها " .مجلس النواب وبعد نهاية الأسبوع الحالي سيتمتع  بعطلته وسط توقعات بأن تكون أكثر من شهر كامل ، لأن 70 عضوا سيتوجهون إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج ، ومع التمنيات بالحج المبرور والسعي المشكور ، نحمّلهم أمانة بأن يبذلوا أقصى الجهود بعد أداء الفريضة  لإنجاز إقرار القوانين المعطلة منذ الدورة التشريعية السابقة ، والنواب الحجاج سيجلبون لزملائهم الآخرين من أعضاء المجلس المسبحات 101، وأثناء انعقاد أول جلسة في الفصل التشريعي المقبل نأمل من  المجلس وببركات المسبحات   وفي إطار  حرصه على مصالح الشعب العراقي أن "يشوف تاليها " ، وفي حال عجزه لابد من أن يخبرنا بأسباب ذلك أو يجعلنا نلتزم الصمت و" اسكت وخليها"

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram