عامر القيسي للأسف الشديد أن قضية الموقف من القوات الأميركية انسحابا أو تمديدا أو اقتطاعا للتدريب قد اتخذت منحى المزايدات الوطنية ، وحاول الجميع ان يبرز امام جمهوره باعتباره ابو زيد الهلالي وحامي الحمى،مستغلين بذلك حساسية الشخصية العراقية من الوجود الأجنبي خصوصا مع ارتباطه والأخطاء القاتلة للنخب السياسية بما وصلنا إليه. وهي مواقف لم تستند إلى دراسات حقيقية لاحتياجات العراق الأمنية، وهل إن قواتنا قادرة على الحماية الخارجية والتصدي للتحديات الداخلية ؟
طبعا سيظهر لنا الهراقلة ليقولوا فرحين مستبشرين ان كل شيء عال العال وان السيطرة محكمة على الوضع الامني ، في نفس الوقت الذي شهدت منطقة الانبار تواجدا جديدا لتنظيم القاعدة بعد ان توقفت 40 طائرة اميركية من القيام بمهام الاستطلاع والرصد ، وهو توقف جاء بناء على اتفاق مع الحكومة . ولهذا صعب الرصد المبكر فتحولت الانبار الى ما يشبه الساحة لعمل القاعدة الارهابي فاندلعت التفجيرات مجددا بعد ان شهدت المدينة هدوءا نسبيا . وفي نينوى هناك تقارير مؤكدة تتحدث عن ان تنظيم القاعدة يقوم بجباية الضرائب من المواطنين الذين يدفعون خوفا وتجنبا لغضب القتلة وسط عجز حكومي وتبادل للاتهامات بين رئيس مجلس المحافظة ورئيس اللجنة الامنية والقيادات الامنية في المنطقة ، وكربلاء المحصنة بآلاف الشرطة شهدت تفجيرات نوعية وكذا الحال في الحلة حيث عادت تفجيرات مجالس العزاء ، والكواتم تشتغل في بغداد امام الدار وفي الشارع .لا يفهم احد خطأ اننا نقول ان وجود الاميركان سيحقق الأمن فهو لم يتحقق بوجودهم ، وليس هي دعوة الى بقاء الاميركان ، لكي نتجنب اتهامات الخيانة والعمالة وخدمة الاجنبي . ببساطة الموضوع لم يؤخذ بطريقة مهنية تضع مصالح الوطن والمواطنين في مكانها الصحيح ، لاشيء سمعنا غير الصراخ الفارغ عن الامكانات الامنية العراقية والعنتريات التي ما منعت كاتما ولا تفجيرا ، وهو ليس انتقاصا من قواتنا الأمنية التي بذلت الغالي والنفيس كما يقال من اجل السيطرة على الوضع الأمني ، لكن الأمور لا تؤخذ بالحماسة والمزايدات ، ها هو رئيس الوزراء يغير القيادات في منطقة الانبار وحسب الاخبار والتقارير التي نشرتها وكالة الاخبارية "كشف مصدر مسؤول رفيع المستوى في جهاز المخابرات الوطني عن قيام رئيس الوزراء والمشرف على جهاز المخابرات نوري المالكي باجراء تغيير في قيادات الجهاز، على خلفية حادثة النخيب وتسريب بعض الضباط معلومات استخبارية لدول الجوار."على مستوى قيادات امنية هناك تسريب معلومات للأعداء وسط موقف عاجز للمالكي فهو يغير مواقع القيادات الامنية ولا يعتقل مسربي المعلومات وهي قضية يحاسب عليها القانون العراقي .عندما يكون الوطن في خطر والمستقبل مجهول على القيادات السياسية ان تكون اكثر احساسا بالمسؤولية ، وعليها ان تدرك جيدا ان المزايدات الوطنية لن توقف المفخخات ولا الكواتم ولا تدخلات الجوار ، الذي يوقف كل ذلك هو الرؤية الواضحة والصحيحة للهدف ولسبله والتعامل بواقعية مع الاحداث على الارض لكي نستطيع ان نقول ان لدينا سياسيين محترفين وليس دلالين مزايدات.
كتابة على الحيطان :المزايدات الفارغة!
نشر في: 8 أكتوبر, 2011: 09:21 م