□ بغداد/ احمد عبد ربه اكتنف أداء هيئة الحج والعمرة الكثير من الانتقادات خلال مواسم الحج السابقة ، في وقت أصرت الهيئة على تبني سياسة استثمارية أثقلت كاهل حجيج بيت الله الحرام .وقال الخبير الاقتصادي سهيل العباسي (للمدى الاقتصادي) :ان هيئة الحج والعمرة انتهجت سياسة فاشلة للغاية فقد تحولت من هيئة دينية الى تجارية وهذا ما لا يحسن السكوت عليه.
 واضاف العباسي :بالنسبة للأداء الخدمي الذي تقدمه هذه الهيئة الى الحجاج والمعتمرين العراقيين لا يرتقي الى المستوى المطلوب منها . لافتاً الى حجم الاموال الطائلة  التي تأخذ من الحجاج والذي لا يتناسب مع الخدمات التي تقدمها. وتابع العباسي :ان القائمين على  هذه الهيئة الحج والعمرة غير أكفاء وغير مدربين لتقديم الخدمات الى الحجاج والمعتمرين بالاضافة الى انهم ليس لديهم ممارسات سابقة في الامور التنظيمية للحج  مبيناً حجم الفساد المالي والاداري الذي تعج به هيئة الحج والعمرة .ولفت العباسي  الى ضرورة إشراك القطاعات الخاصة بالعراق كشركات النقل الخاصة بكل انواعها,مشيراً الى ان هذا الاجراء سوف يقلل المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الحكومة .من جانبه انتقد النائب عن دولة القانون حسين الاسدي تصرفات بعض النواب حيال اصرارهم على السفر لأداء مناسك الحج لهذا العام . وقال  الاسدي في تصريح لـ ( المدى الاقتصادي ) ان هيئة الحج حينما تخصص "كوته" لاعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات وللسلطة التنفيذية هي لاغراض سياسية  اكثر مما هي دينية على اعتبار ان هناك علاقات تربط هذه الهيئة بتلك الجهات وتعطيها امتياز وخصوصية على حساب جهات اخرى .وأضاف الاسدي : هناك اكثر من (120) نائبا يرغبون بالسفر لاداء مناسك الحج لهذا العام علما ان الكوتة المخصصة من هيئة الحج والعمرة لكل نائب تجيز اصطحابه شخصا آخر معه .وبين الاسدي انه من الناحية الشرعية قد ترتبط تلك المسائل بالامور الادارية والتنظيمية مؤكداً على ضرورة عدالة هيئة الحج في توزيع المقاعد المخصصة لها سنوياً. الى ذلك  قال الخبير الاقتصادي ميثم لعيبي لـ ( المدى الاقتصادي )  :ان الحج والعمرة هي امور شخصية وليست سلعة عامة يمكن للدولة ان توافرها وتشبع حاجة الافراد منها فهو تكليف شخصي .واضاف لعيبي :الحكومة يجب ان تقدم الواجبات التنظيمية و ان تفسح المجال الى القطاع الخاص بأخذ دوره الكامل، مشيراً الى اعطاء شركات  النقل والسفر الفرصة في نقل الحجاج والمعتمرين الى الديار المقدسة وتابع لعيبي : ان هذا الاجراء سوف يوثر ايجاباً في زيادة الناتج القومي الاجمالي بالاضافة الى تقليل البطالة الموجودة في العراق وان تنصرف الدولة الى التوجيهات وتقديم خدمات اخرى يعجز القطاع الخاص عن تقديمها  كسلامة الحجاج وتأمين المناطق التي تمرعليها قافلة الحجاج لذا يجب ان تكون المسؤولية مشتركة بين الدولة والقطاع الخاص لخدمة الحجاج العراقيين .في غضون ذلك عبر عدد من الحجاج والمعتمرين عن استيائهم  من الرحلات التي تنظمها هيئة الحج والعمرة في العراق مؤكدين في أحاديث لـ ( المدى الاقتصادي ) عجز الهيئة عن تقديم أبسط الخدمات لهم . وقالت الحاجة رباب عزيز: في موسم العمرة السابق كان مشهد الحجاج العراقيين في المطارات السعودية يبعث على الألم ، حيث ان  دول العالم كافة تصل طائراتهم بالموعد المحدد  من قبل الشركات المتعمدة ، فيما ينتظر المعتمرون العراقيون ليومين أو أكثر قدوم طائرات هيئة الحج والعمرة غير المنتظمة بمواعيدها بالمرة .واضافت : لذلك نلاحظ جمهرة المعتمرين العراقيين في المطارات السعودية قد فاقت الحد المطلوب  فمعظمهم كبار السن ولا يتحملون مشاق التعب والانتظار الممل .وتتابع :  ان المبالغ التي تستوفى من الحجاج والمعتمرين غير قليلة فمن اللازم توفير الفنادق من الدرجة الاولى اسوة بالحجاج غير العراقيين لكن تجد الفنادق التي تحجز لهم ليست بالمستوى المطلوب بالاضافة الى البعد الشاسع بينها وبين المناطق المقدسة . أما المعتمر حسين صادق قال : قبل خمس سنوات قدمت على قرعة الحج والى حد هذا الوقت لم يسمح لي بالذهاب الى الديار المقدسة اما البقية الذين يتمتعون بمناصب او لديهم صلة قرابة من احد المسؤولين في هيئة الحج والعمرة تجدهم يذهبون سنوياً  الى زيارة بيت الله الحرام .اما الحاج رضا حسن :في السابق ذهبت الى الحج اكثر من ثلاث مرات فقد كانت الاجراءات التي يقوم بها الحاج بسيطة والمبالغ التي يدفعها قليلة جداً اما الان فلا استطيع اداء هذه الفريضة لان ما يستوفى  من الحجاج كثيرا جداً ولم تعمل الحكومة الحالية على خفض هذه المبالغ المالية، مبيناً  ان القرعة تجرى على المواطن البسيط وليس على المسؤولين ما يتقاطع مع العدالة الاجتماعية المطلوبة .