اسم الكتاب : مصير الجمهورية المؤلف : كانديس ميلارد ترجمة : عبد الخالق علي في الكتابين اللذين كتبتهما عن الرؤساء الأميركان، ركزت كانديس ميلارد على أحداث تغاضى عنها المؤرخون الآخرون. فكتابها الأول " نهر الشك " يتابع الجهود الحثيثة لثيودور روزفلت في استعادة الثقة بعد فشله في إعادة الانتخابات عام 1912 ، و يصف رحلته عبر نهر الأمازون التي كادت أن تكون كارثية . تفاصيل هذه الرحلة لا يكاد يعرفها احد، لكن طغت عليها جوانب أخرى من حياة روزفلت الحافلة. لقد حولت كانديس هذه التفاصيل إلى قصة جديدة فاتنة.
الآن وقد اختارت الموضوع الأكثر إهمالا وروعة : محاولة اغتيال الرئيس جيمس غارفيلد عام 1881 والجهود الطبية المضللة لإنقاذ حياته ، تقول كانديس " لولا فشل علاجه لكان غارفيلد محارباً في الحرب الأهلية، يتجول وفي جسده رصاصة، ولعاش ليعمل أكثر من مئتي يوم في منصبه، ولكان معروفا أكثر مما هو عليه للكثيرين من دارسي تاريخ البيت الأبيض" .كتاب " مصير الجمهورية " ، الذي يأخذ عنوانه من خطاب مصيري ألقاه غارفيلد في المؤتمر الوطني الجمهوري عام 1880، يمتلك نطاقا اكبر من الأحداث المحيطة بموت غارفيلد البطيء. إنها حكاية رجل لم يسع إلى الرئاسة لكنه وجد نفسه مدفوعا إلى البيت الأبيض. هذا الكتاب يعيد اكتشاف انجازات غارفيلد المذهلة، عاملا فتيا في قنوات ايري و اوهايو ، و ضابطا برتبة عميد ، و عالما اثبت نظرية فيثاغورس في وقت ما، خلال سنوات وجوده في الكونغرس . التأثير التحولي لغارفيلد على الاتفاقية المثيرة للجدل عام 1880 ، وضع حدا لكل ذلك . ففي مرحلة مرهقة عندما تم استبعاد اكثر من 30 صوتا ، نهض غارفيلد للتحدث ضد الفوضى التي كان يشهدها . وفجأة بدأ الوافدون بإعطاء أصواتهم لصالح غارفيلد . لم يكن مرشحا للرئاسة لكنه صار فجأة مرشحا جمهوريا . عندما كان و عائلته في البيت الأبيض كتب غارفيلد " يا الهي ، ما الذي يحويه هذا المكان ليجعل المرء يتلهف للدخول إليه ؟". كان غارفيلد يتحسس بشكل خاص من الساعات التي كان يلتقي خلالها بالمواطنين ، و هو تقليد حافظ عليه الرؤساء آنذاك . حيث التقى بعدد من المواطنين الذين يسعى الكثير منهم الى نيل منصب ما . لاحظ غارفيلد زائرا بغيضا : تشارلس غيتو، الذي كان يتميز بالجرأة والوقاحة، والذي كان يكتب الكثير من الرسائل التافهة ، المحامي السابق والمنظّر الذي انتحل اسم تشارلس غيتو ، حيث التقى بغارفيلد في مناسبات عديدة قبل أن يقرر إطلاق النار عليه . لم يخف غيتو مؤامرته ، ففي رسالة موجهة إلى الشعب الأميركي يفسر فيها مخططاته ، قال " إن فراق السيدة غارفيلد لزوجها بهذه الطريقة ليس أسوأ من فراقها له بالموت الطبيعي. انه ملزم بالرحيل في أي وقت وبأي شكل ". كان غيتو يزدري السجون ، و قرر أن يتم سجنه . لقد ترك التعليمات للجنرال وليم تيكوميش شيرمان الذي سيحشد الجنود لغيتو . لقد قاموا بحماية القاتل من القتل عن طريق مجموعة من الرعاع قبل ذهابه إلى المحاكمة .
قصة الجنون و الطب و مقتل رئيس
نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 06:41 م