إحسان شمران الياسري احتضنت جامعة واسط يوم الأحد الماضي (2/10/2011) فعالية متعددة الأوجه للاحتفاء بالراحل شمران الياسري (أبو كَاطع)، الصحفي والروائي والإنسان. فقد افتُتحت قاعة جميلة حملت اسمه، وعُرضت فيها أشياء عديدة من تراثه الإنساني ومن أعماله ومن الوثائق الشخصية، وعدد من تقارير الأمن التي كانت تطارده كظله. وعُرضت بعض ملابسه ومقتنياته، وكانت بسيطة كبساطة حياته وزهده. كما افتتح معرض لصوره التي سردت جانباَ من حياته وناسه الذين عاش بينهم أو عاشوا معه.
ولم تكن في تلك اللحظات التي افتتحت فيها القاعة أو معرض الصور إلا الوجوه التي عَلِقت صورة أبو كَاطع أو صدى صوته بأذهانها، أو أولئك الشبان الذين ما عاصروه، ولكن الذاكرة الجمعية للمجتمع غذّت معارفهم عن شخصية روائية وصحفية تستحق الاستذكار من أمة لم يعد لها إلا الاتّكاء على أمجاد فكرية وثقافية، وعلى رموز نسجت في خيالها صوراًَ لفاتحي أفق الغد، وراسمي مستقبلها بالكلمة والصورة. وقد بدت جامعة واسط بهذا الجهد الجليل، كنخلة عمّرت ألف سنة وأفاءت على مئات المدن والقرى والأحبّة. وكان الحاضرون، إذ يشاركون بهذا الاحتفاء المنظم بدقة ومهابة، يجدون في أنفسهم شركاء في هذا التكريم، ومشاريع مقبلة لتمجيد يستحقونه عندما تحين اللحظة. ويوماَ، سنحتفي بمبدع آخر، له عند حائط الجامعة المقدس بطاقة تعريف، وأمانة تنتظر الوفاء.وعلى جانب آخر من هذا الاحتفاء، وعلى قاعة الراحل رئيس جامعة واسط الأسبق، الدكتور عبد الجبار المياح، عقدت حلقة نقاشية تطرق فيها المتحدثون عن إرث شمران الياسري ودوره في رفد الذائقة العراقية بقيم جديدة عن علاقة الإنسان بالمجتمع، وعن عطاء الريف العراقي وأهله للثقافة العراقية. وتم تحليل عدد من الوظائف في الرواية وفي المقال وأثرها في ثروة المجتمع الثقافية. فقد تحدث كل من الدكتور جمال العتابي والدكتور باقر الكرباسي ثم الدكتور محمد رضا الأوسي عن زوايا مختلفة من تجربة أبو كاطع وتناولوا في هذه الأصبوحة ذلك المنهج الذي تعذر تكراره إلى هذه اللحظة.لقد أثبتت هذه الفعالية، والتوصيات التي خرجت بها، إن القضية أكبر من احتفاء بمثقف أو رائد، بل بدور هذا الرائد واستمرارية هذا الدور في إنتاج مفاهيم جمالية ذات أفق مستديم تنتفع منه الأجيال. وإنّ شخصيات من هذا الوزن، أعطت في حياتها وبعد رحيلها كمّا كبيرا من النتاجات التي يمكن أن تكون رافعة أية محاولات تالية، بشرط عدم اللجوء إلى التقليد. وان الأغوار التي قد تكون سبرتها، أصبحت مفتوحة لمنتفعين وطامحين إلى الإبداع، وهذا هو جوهر الإصرار على استدراج الذكرى لهؤلاء المبدعين..فتحية إلى جامعة واسط ورئيسها الدكتور جواد الموسوي.. وتحية لكلية الآداب في الجامعة وعميدها الدكتور رعد كوران.
على هامش الصراحة :يقولون ليلى..
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 أكتوبر, 2011: 06:45 م